خزان صافر والاجتماع الحوثي - الأممي.. مشاورات على حافة البركان
فيما يُنتَظر أن تشهد الفترة المقبلة جولة أممية جديدة للدفع نحو إقناع الحوثيين بالسماح بصيانة خزان صافر النفطي،فإنّ التوقعات تشير إلى رفض المليشيات لهذه الخطوة، استمرارًا لسياسة التعنت الخبيث الذي يمارسه هذا الفصيل.
الأمم المتحدة من جانبها، تأمل في تذليل آخر العقبات أمام وصول الفريق الفني للسفينة خلال أيام، خلال لقاء مرتقب مع المليشيات الحوثية.
وكشفت تقارير صحفية أنّ الأمم المتحدة تسعى لعقد اجتماع مع مسؤولين من طرف الحوثيين؛ لبحث زيارة فريقها الفني الناقلة "صافر" في أقرب وقت ممكن.
لكن في الوقت نفسه، توقعت صحيفة "الشرق الأوسط"، فشل المحاولات الأممية لإقناع المليشيات الحوثية الإرهابية، بالسماح بصيانة ناقلة النفط "صافر".
الصحيفة قالت اليوم السبت، إنَّ هذه المساعي يُرجح أن تنتهي بالفشل على غرار المساعي السابقة، التي أجهضها تعنت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا الأمر يأتي في وقتٍ تواصل فيه المليشيات الإرهابية هجماتها باتجاه المملكة العربية السعودية، إلى جانب خروقها المُستمرة للهدنة الأممية في الحديدة.
وكانت الأمم المتحدة قد أجَّلت زيارة فريق خبرائها لأكثر من مرة بعد تراجع المليشيات الإرهابية عن تعهداتها بالسماح للفريق بزيارة الناقلة وإجراء عملية التقييم ومن ثم الصيانة المطلوبة.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب.
الرفض الحوثي المتوقع للسماح بزيارة الخبراء لإجراء الصيانة اللازمة لخزان صافر النفطي، أمرٌ لا يمكن أن يثير أي استغراب، وذلك بالنظر إلى الدور الخبيث الذي تلعبه المليشيات في إطار العمل على تفجير بارود قنبلة خزان صافر.
المليشيات الحوثية تمارس تعنتًا كبيرًا في إجراء صيانة للخزان النفطي، على نحوٍ يهدّد المنطقة برمتها بحدوث التسرب الذي ينذر بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر.
وهناك أكثر من 125 ألف عامل بقطاع صيد الأسماك سيخسرون أعمالهم حال حدوث الكارثة، من جرّاء التلوث البحري الذي لن يكون من السهل التعافي منه قريبًا.
استنادًا إلى كل ذلك، وفيما تفاقم خطر انفجار خزان صافر النفطي، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة العمل على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات، عملًا على إجراء الصيانة اللازمة في أسرع وقت ممكن.
في الوقت نفسه، فإنّ أي تراخٍ جديد من قِبل الأمم المتحدة أمرٌ يحمل مخاطر مرعبة تُحدث أضرارًا بيئية ربما تخرج عن إطار السيطرة وتحاصر المنطقة برمتها بالكثير من المخاطر.