الشرعية ترفع شعارات القاعدة وتمهّد للعدوان على الجنوب
رأي المشهد العربي
حملت المسيرة التابعة للشرعية الإخوانية التي شهدتها مديرية مودية في محافظة أبين، دليلًا دامغًا جديدًا على حجم التقارب الخبيث الذي يجمع بين نظام الشرعية وتنظيمات إرهابية متطرفة.
المسيرة التي نُظمّت في مديرية مودية الخاضعة لسيطرة الشرعية حضرها القيادي الإخواني المدعو عبدالعزيز الحمزة وكيل محافظة أبين، وقد شهدت الفعالية رفع علم تنظيم القاعدة الإرهابي.
رَفْع شعار تنظيم القاعدة في الفعالية التي أشرفت عليها الشرعية الإخوانية هو تجسيد حقيقي لحجم التقارب بين هذين الفصيلين، وقد عجّت الفترات الماضية بالكثير من الأدلة التي وثّقت فيها مدى هذا التقارب، وتوظيف الشرعية لعناصر القاعدة في الحرب على الجنوب.
مجاهرة الشرعية الإخوانية بهذه العلاقة الشيطانية تزامنت مع ما تشهده مديرية مودية من عمليات تحشيد متواصلة تُنفِّذها الشرعية لعناصر من تنظيم القاعدة، على نحو يستهدف أمن الجنوب ويمهّد الطريق أمام عدوان عسكري غاشم.
الحديث عن العلاقة بين تنظيم القاعدة والشرعية تجعل الأنظار تتجه إلى الإرهابي علي محسن الأحمر الذي غرس بذور انتشار تنظيم القاعدة على الأرض.
ولا يُنسَى عن محسن الأحمر أنّه سافر في تسعينيات القرن الماضي إلى أفغانستان، مُحمَّلًا بمهمة إلحاق الإرهابيين لجيش الشمال تمهيدًا لعدوانه على الجنوب في أبريل 1994.
زيارة محسن الأحمر لأفغانستان تضمّنت لقاءه بالإرهابي أسامة بن لادن أحد قيادات التنظيم في ذلك التوقيت، ومن هنا نشأت العلاقة الوطيدة بين حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة.
رَفْع الإخوان لشعار تنظيم القاعدة في هذا التوقيت بالذات أمرٌ قد يحمل رسالة تريد الشرعية توجيهها إلى الجنوب، لا سيّما في ظل التحريض المتواصل الذي يمهّد لتصعيد عسكري غاشم ضد الجنوب.
ومن الواضح أنّ المواقف السياسية والتحشيدات العسكرية تنذر جميعها بأنّ عدوانًا غاشمًا قد يتعرّض له الجنوب من قِبل مليشيات الاحتلال اليمني التي تضع من الجنوب أولوية وغاية رئيسية بالنسبة لها.
يفرض هذا الواقع المخيف ضرورة تيقظ الجنوب والاستعداد لمواجهة، في الغالب ستكون حاسمة، فيما يخص العدوان الذي يشنه نظام الشرعية ضد الجنوب، وبالتالي فإن القوات المسلحة مطالبة باستخدام قوتها على أوسع نطاق عملًا على حفظ أمن الجنوب واستقرار شعبه.