جولة الوداع.. قطار غريفيث يصل محطته الأخيرة
يخطط المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث للقيام بآخر جولاته بالمنطقة قبل أن يتولى منصبه الجديد، وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وهي جولة يمكن وصفها بجولة الوداع بعد ثلاث سنوات من الجولات العديدة التي لم تفض إلى شيء سوى استمرار جرائم المليشيات الحوثية الإرهابية وتنامي جرائمها على ساحل البحر الأحمر بفعل الفشل الأممي الذريع في تطبيق اتفاق ستوكهولم.
يحاول المبعوث الأممي تبرئة ذمته من الفشل القائم، والآن يلقي المسؤولية على المليشيات الحوثية التي قال إنها رفضت لقاءه، في حين أنه كان بيده أن يمارس ضغوطا عليها لإرغامها على السلام، بل أنه تعامل مع اتفاق الحديدة على أنه ليس طرفا راعيا له واستجاب لاستفزازات المليشيات الحوثية التي ضربت عرض الحائط برعاية الأمم المتحدة للاتفاق، وهو ما دفع ثمنه آلاف الأبرياء الذين يتعرضون لمئات الانتهاكات والضربات بشكل يومي من دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنا.
بالطبع ستكون جولة غريفيث الأخيرة شكلية كما كانت كثير من جولاته السابقة التي لم تحقق أي تقدم على الأرض، لكن قطاره سيتوقف في آخر محطاته، قبل أن يأتي مبعوث آخر جديد قد يسير على المنوال نفسه، طالما لم يكن هناك إرادة سياسية دولية نحو الحل الشامل الذي يضمن جميع الأطراف وعلى رأسه ممثل الجنوب، ليكون حل القضية الجنوبية بمثابة مدخل مناسب لإنهاء الصراع.
يرى مراقبون أن وجود مبعوث أميركي للسلام تطلب إحداث تعديل على منصب المبعوث الأممي، بعد أن أثبتت خطط غريفيث عدم نجاحها طيلة السنوات الماضية، وأن مساعي الولايات المتحدة نحو الضغط على إيران فيما يتعلق بالملف النووي شديد الارتباط بالأزمة اليمنية يتطلب أن يكون هناك مبعوث جديد قد يمارس ضغوطا أكبر من التي مارسها غريفيث أثناء توليه مهام منصبه، وهو أمر لا ينفصل عن رغبة إدارة بادين في تفعيل أدوار الأمم المتحدة لتكون بمثابة واجهة دبلوماسية للسياسات الأميركية حول العالم.
يستعد المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، لبدء جولة أخيرة في المنطقة، الأربعاء المقبل، قبل ترك منصبه وتولي حقيبة المنسق الأممي للشؤون الإنسانية، وتهدف الجولة إلى محاولة عقد اجتماع مع أطراف الصراع لدعوتهم إلى إنهاء النزاع قبل انتهاء مهامه، في زيارة ينظر إليها على أنها تحمل طابعا شكليا دون التعويل عليها.
أكد سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون؛ أن تغيير المبعوث الأممي إلى اليمن لا يمثل حلًا للصراع الدائر منذ ست سنوات، ووصف في تصريحات صحفية قبول المبعوث الأممي الحالي مارتن جريفيث، لمنصبه الجديد بأنه حلم يريد تحقيقه.
ونوه بأن حل الأزمة بأيدي أطراف الصراع، مرجحًا أن تكون خطة السلام الأممية فشلت بصيغتها الحالية، لغياب جدية مليشيا الحوثي الإرهابية.
واعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن استمرار تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية من شأنه تعقيد مهمة المبعوث الأممي الجديد، مشددةً على أن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات رادعة من مجلس الأمن الدولي تجاه المليشيات.
ونوهت إلى أن المليشيات الحوثية لم تكتف بوضع العراقيل أمام فرص السلام، بل استمرت في تعنتها تجاه ملف خزان صافر، حيث مضى أكثر من 4 أشهر والمليشيات تراوغ في إعطاء الموافقة للأمم المتحدة للوصول للسفينة وتقييم حالتها.
ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تأمل في تذليل آخر العقبات أمام وصول الفريق الفني للسفينة الأسبوع المقبل، خلال لقاء مرتقب مع المليشيات الحوثية، مشيرة إلى أن المليشيات الحوثية تعتقد أنه بإمكانها تحقيق أي اختراق في عدة جبهات، خلال الفترة التي سيستغرقها مجلس الأمن للتوافق على مرشح جديد يخلف مارتن غريفيث.