ألغام الحوثي.. التعاطي الأممي بين الإدانة والجهود الفعلية
في الوقت الذي تعدّدت جرائم الحرب التي ارتكبها الحوثيون، فإنّ الألغام التي توسعت المليشيات في زراعتها على مدار الفترات الماضية مثّلت واحدة من أكثر صنوف الإرهاب الغادر الذي كبّد السكان كلفة "دامية".
وبالنظر إلى حجم الكلفة التي تكبدها السكان من جراء هذا الإرهاب، فإن المجتمع الدولي مطالب بالعمل على شقين اثنين، فمن جانب يلزم بذل جهود أكبر من أجل المساهمة في تفكيك هذه المتفجرات، مع العمل في الوقت نفسه على محاسبة المليشيات على هذه الجرائم.
ولم يعد مقبولًا في منظور الكثيرين أن يقتصر التعاطي الأممي على مجرد إصدار بيانات إدانة لما يرتكبه الحوثيون من توسع ملحوظ في زراعة الألغام، بل يجب التحرك بشكل فاعل على الأرض.
ولعل أحدث ضحايا هذا الإرهاب تمثّل في مقتل سيدتين وإصابة اثنتين أخريين نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات ألغام مليشيا الحوثي في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن انفجار اللغم الحوثي أدى إلى مقتل امرأتين هما سعيدة ابراهيم شامي ودنيا سعيد كيعل، وإصابة نادية عبدالله محجوب وحجه سالم وذلك في منطقة الشعينة بمديرية حيس.
بحسب المصادر، فإن اللغم الحوثي انفجر بالنساء أثناء رعيهن للأغنام في قرية الشعينة جنوب شرق حيس.
ووصلت جثتا دنيا سعيد وسعيدة إبراهيم إلى النقطة الطبية التابعة للواء السابع عمالقة، فيما تم نقل امرأتين مصابتين هما نادية محجوب وحجة سالم إلى مستشفى أطباء بلا حدود.
الجريمة الحوثية الغادرة التي أسالت كل هذه الدماء استدعت موقفًا دوليًّا سريعًا، عبّرت عنه بعثة اتفاق الحديدة (أونمها)، التي أكدت التزامها بدعم خبراء إزالة الألغام للتخلص من مخلفات الحرب من المناطق السكنية.
البعثة الأممية قالت إن الواقعة بمثابة تذكير قوّي الحاجة المُلحة إلى تعزيز جهود إزالة مخلفات الحرب والألغام والذخائر غير المنفجرة، ودعت إلى بذل كل الجهود لإزالة الألغام ومنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح.
حديث البعثة الأممية عن دعم خبراء إزالة الألغام للتخلص من مخلفات الحرب من المناطق السكنية يستلزم أن يُترجم إلى إجراءات فعلية على الأرض، وذلك بالنظر إلى حجم الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية الإرهابية على مدار الفترات الماضية.
وتكشف معلومات وتقارير حقوقية أن المليشيات الحوثية زرعت كميات ضخمة من الألغام، حيث لا تترك أي منطقة من دون أن تغرقها بهذه المتفجرات، حتى حوّلت اليمن إلى بلد المليون لغم.
ويؤكد خبراء أن الألغام الحوثية تتنوّع بين الأرضي والفردي والمموهة والعبوات الناسفة المتفجرة عن بعد، كما أنّ بعضها خارجي والآخر محلي الصنع مختلفة الحجم والشكل.