مقذوقات الحوثي على السعودية.. إرهاب عسكري وآخر سياسي
لم يكد يمر يوم واحد على دعوات إقليمية ودولية حول ضرورة إحياء المبادرة السعودية التي رمت إلى وقف إطلاق النار في اليمن، حتى عاودت المليشيات من جديد عملياتها الإرهابية التي استهدفت المملكة ضمن إرهاب يأتي تنفيذًا لأجندة إيرانية خبيثة.
الدفاع المدني السعودي أعلن اليوم الأربعاء، سقوط خمسة مقذوفات حوثية على قرية حدودية بمنطقة جازان.
وقال بيان صادر عن الدفاع المدني إن المقذوفات الحوثية وقعت بالقرب من الطريق العام للقرية، دون حدوث أي إصابات في صفوف المدنيين، لافتًا إلى أنه جرى تنفيذ الإجراءات المُعتمدة في مثل هذه الحالات.
الهجوم الحوثي جاء ليضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنتها المليشيات الإرهابية واستهدفت النيل من الأمن القومي السعودي وتعريض أمن المملكة للخطر وضرب استقرارها على مختلف الأصعدة.
اللافت أن هذا التصعيد الحوثي أعقب مباحثات خليجية أممية، أفضت إلى ضرورة العمل على إحياء مبادرة الحل السياسي التي طرحتها السعودية في مارس الماضي، وتعاطت معها المليشيات بشكل سلبي للغاية.
فهذا الأسبوع، استعرض المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث في لقائه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح الحجرف، مساعيه لدفع المسار السياسي لحل الأزمة.
جريفيث طالب أطراف النزاع بالاستجابة إلى جهود إحلال السلام، ووقف إطلاق النار، فيما عبّر الحجرف عن دعم المجلس لمبادرة المملكة من أجل إيقاف النار.
وشدد الجانبان على الحاجة إلى دعوة المجتمع الدولي للضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية، للتجاوب مع المبادرة السعودية للسلام.
وتضمنت المبادرة السعودية التي أعلنت في 23 مارس الماضي، وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة وإجراءات لإعادة فتح مطار صنعاء ورفع القيود التجارية عن ميناء الحديدة، يليها عقد محادثات للتوصل إلى حل نهائي للأزمة.
ودعت المبادرة السعودية إلى إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية من السفن التي تحمل النفط إلى ميناء الحديدة في حساب مشترك للبنك المركزي وإعادة فتح مطار صنعاء بشكل محدود وبدء محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة.
تزامن التصعيد الحوثي ضد السعودية في أعقاب دعوة خليجية أممية بضرورة البناء على المبادرة السعودية عملًا على إحداث حلحلة سياسية وتشكيل اختراق نوعي في جدار الأزمة المعقدة أمرٌ يعني أنّ المليشيات لن تتفاعل إيجابًا مع هذا المسار، وتواصل المضي قدمًا في تنفيذ بنود أجندتها الخبيثة التي وضعتها إيران.
وبات من الواضح أن إيران تستخدم الذراع الحوثية كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي تكرارًا لسيناريو حزب الله في لبنان، لا سيّما في ظل الاشتباك الدولي الراهن على الصعيد السياسي فيما يتعلق بمشروع إيران النووي.
يشير ذلك إلى أن ارتكان المجتمع الدولي إلى انتظار جنوح حوثي نحو السلام أمرٌ غير مجدٍ على الإطلاق، بل إن هناك ضرورة ملحة لأن يبادر المجتمع الدولي بالفعل نفسه وليس رد الفعل، بما يعني ضرورة العمل على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات الحوثية الإرهابية.
في الوقت نفسه، فإن ترْك الحبل على الغارب أمام الحوثيين أمر يحمل خطورة بالغة بالنظر إلى كونه أمرٌ يشبه منح المليشيات رخصة وإشارة خضراء لتتمادى في جرائمها الغادرة سواء فيما يتعلق بإطالة أمد الحرب من جانب أو ضرب الاستقرار الإقليمي بشكل كامل من جانب آخر.