المسؤولية الحوثية.. هل يغير المجتمع الدولي منهجية التعاطي مع إرهاب المليشيات؟
فيما ملّ العالم من إطالة أمد الحرب في اليمن من جراء الإصرار الحوثي على إحداث تصعيد عسكري متواصل، فإن الأمور تتجه على ما يبدو نحو تحميل المليشيات مسؤولية هذه الأوضاع المتدهورة.
الحديث عن معلومات كشفتها مصادر محلية مطلعة عن أن هناك تحركات دولية لتحميل مليشيا الحوثي الإرهابية مسؤولية عرقلة اتفاق وقف النار، للتمهيد للحل السياسي الشامل.
هذا التطور كشفته صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس في معرض حديثها عن التعاطي الدولي مع الحرب الراهنة قائلةً إنّ واشنطن تضع ملف اليمن كأولوية قصوى، حيث سارعت الإدارة الأمريكية بزخم دبلوماسي واسع، بدأ بتعيين المبعوث تيم ليندركينج.
وأضافت أنّ تعاطي واشنطن مع الأزمة يسوده ملاحظتان، هما أنها تعاملت باستعجال في قرارات كان التروي سيلعب دورًا أفضل حيالها، بالإضافة إلى أن واشنطن تنظر للملف من عين الاستحقاقات الداخلية الأمريكية.
تحميل الحوثيين مسؤولية وقف إطلاق النار أمرٌ يحمل أهمية بالغة فيما يخص المواجهة التي يجب أن ينخرط فيها المجتمع الدولي لمجابهة إصرار المليشيات على إطالة أمد الحرب.
ولعل تحميل الحوثيين "هذه المسؤولية" يمثل خطوة أولى في سبيل تغيير منهجية المجتمع الدولي في التعامل مع الإرهاب الحوثي، علمًا بأن هناك حاجة ماسة لأن يمارس المجتمع الدولي أكبر قدر ممكن من الضغوط على المليشيات الإرهابية بما يجبرها على وقف الحرب العبثية التي خلّفت أبشع أزمة إنسانية على مستوى العالم.
ويملك المجتمع الدولي الكثير من الخيارات التي يمكن توظيفها في إطار مواجهة الإرهاب الحوثي المستعر، لعل أبرزها هو سلاح فرض العقوبات على القيادات الحوثية بما يضيق الخناق على إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران.
كما أن المجتمع الدولي مطالب بممارسة دور ناجز وفاعل فيما يخص العمل على عرقلة الدعم المسلح الذي تقدمه إيران للحوثيين لا سيّما أن هذا الدعم يمكن المليشيات بشكل رئيسي من إطالة أمد الحرب بشكل كبير لخدمة أجندة طهران الرامية إلى ضرب استقرار المنطقة.
إقدام المجتمع الدولي والقوى الفاعلة على ممارسة هذا الدور أمرٌ يحمل أهمية بالغة في محاولة للدفع نحو ترسيخ بيئة مواتية لإحلال الحل السياسي عملًا على إخماد الحرب التي طال أمدها أكثر مما يُطاق ولما خلّفته من أعباء حاصرت ملايين السكان.