هجوم المسيرة الحوثية في الحديدة.. عالم صامت ومليشيات تتوحش
يومًا بعد يوم، تتوسع المليشيات الحوثية في ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات التي تكبد المدنيين كلفة دامية، في وقت تتملك المليشيات قناعة كاملة بأنّها لن تُعاقَب على هذه الجرائم.
الساعات الماضية كانت شاهدة على واحدة من جرائم الحرب التي ارتكبها الحوثيون، حيث شنّت المليشيات هجومًا بطائرة مُسيرة على مدرسة في مديرية التحيتا، بمحافظة الحديدة، ما أسفر عن إصابة أربعة أطفال.
وكشفت مصادر محلية أن الطائرة المسيرة الحوثية ألقت قذائف على تجمعات للأطفال بالقرب من مدرسة في التحتيا، موضحةً أن الأطفال المصابين الأربعة من أسرة واحدة، مؤكدة نقلهم إلى مستشفى الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية ولعلاج جروح متفرقة.
والأطفال الضحايا هم أنس فضل محمد (11 عامًا) وصلاح الدين فرج (8 أعوام) ورمزي فرج منصور (13 عامًا)، وإبراهيم فرج منصور (12 عامًا).
يُضاف هذا الهجوم الغادر إلى سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي دأبت المليشيات الحوثية على ارتكابها منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، وهي اعتداءات خلّفت كلفة مروعة.
وسقط آلاف الضخايا بين قتيل وجريح من جرّاء الاعتداءات الدامية التي شنتها المليشيات الحوثية الإرهابية على مدار سنوات الحرب العبثية، بما أظهر الوجه الإرهابي الفتاك لهذا الفصيل المدعوم من إيران.
ودأبت المليشيات الحوثية على شن الهجمات الغادرة على الأعيان المدنية وذلك من أجل مضاعفة الكلفة التي يتكبدها السكان، والتي تصل في مرحلتها الأخيرة إلى حد القتل الفظيع.
وفيما تُدرج هذه الاعتداءات الوحشية الحوثية ضمن جرائم الحرب، فلا يجب أن تمر مرور الكرام وبات لزامًا على المجتمع الدولي ألا يكتفي بموقف المشاهدة أو حتى الإدانة، لكن هناك حاجة ماسة لأنْ يتم اتخاذ إجراءات حاسمة تردع إرهاب المليشيات على وجه السرعة.
في الوقت نفسه، فإن تغاضي المجتمع الدولي عن اتخاذ هذه الإجراءات العقابية ضد الحوثيين سيُفهَم في سياق إفساح المجال أمام المليشيات لتتمادى في إرهابها الغادر وترتكب المزيد من الاعتداءات الدامية.