الحوثي وفلسطين.. متاجرة علنية تجمع أموالًا ومجندين لخدمة المليشيات

السبت 29 مايو 2021 15:17:15
testus -US

مع الزخم الكبير الذي حازته القضية الفلسطينية في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي المحتلة، كان الحوثيون يجهزون لجولة جديدة من المتاجرة بالقضية، عملًا على نهب الأموال من وراء حملات تبرع مزعومة، يُصوَّر على أنها تدعم الفلسطينيين.

القضية الفلسطينية بالنسبة للحوثيين ما هي وسيلة للمتاجرة، وعلى الرغم مما تملكه المليشيات من ترسانة عسكرية لكنها توظفها في خدمة مشروعها الخبيث وأجندتها الإيرانية المتطرفة التي تستهدف إحراق المنطقة بأكلمها بنيران الفوضى وطلقات الإرهاب.

وفي هذا الإطار، وجّهت صحيفة الشرق الأوسط اتهامات لقيادات بارزة بمليشيا الحوثي الإرهابية بسرقة أموال طائلة جرى جمعها من حملات الجباية التي أطلقتها مؤخرًا تحت مبرر دعم القضية الفلسطينية.

الصحيفة قالت إنّ قادة مليشيا الحوثي قامت بمصادرة وسرقة جزء كبير من تلك المبالغ، بعد تحويلها من قبل ما يسمى لجنة التبرعات لدعم فلسطين إلى حسابات سرية خاصة.

ولجأت المليشيات الحوثية إلى حيلة جديدة تمثلت بعقد اجتماع ترأسه القيادي في المليشيات المدعو محمد علي الحوثي، وذلك تحت شعار إعداد آلية لتسليم مبالغ التبرعات.

وكشفت مصادر محلية أنّ هناك شكاوى من مواطنين وتجار، وعاملين بمؤسسات خاصة وحكومية إيرادية من حملات النهب التي أجبرتهم على التبرع تحت قوة التهديد بالاعتقال والسجن.

لا تثير هذه المعلومات أي استغراب بالنظر لما يملكه الحوثيون من باع طويلة في المتاجرة الحوثية بالقضية الفلسطينية، وذلك عملًا على تكوين حاضنة مصطنعة من جانب، مع العمل على تكوين ثروات ضخمة من خلال جرائم النهب المتفاقمة.

وفي ظل هذه المتاجرة طويلة الأمد، لم تقدم المليشيات الحوثية شيئًا لخدمة القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم مما تملكه من عتاد عسكري وترسانة مسلحة حصلت عليها بدعم صريح ومباشر من إيران.

جرائم النهب الحوثية في هذا الإطار من باب فرض التبرعات التي يتم جمعها بشكل قسري تتزامن مع حالة فقر مرعبة تفشت على صعيد واسع في المجتمع من جرّاء ما ارتكبته المليشيات من اعتداءات على مدار الفترات الماضية.

المتاجرة الحوثية لا تتوقف عند حد التبرعات القسرية من باب نهب الأموال من السكان، فقد وصل الأمر كذلك إلى حد فرض المليشيات حملات تجنيد في أوساط الشباب وصغار السن تحت مزاعم "القتال في فلسطين".
    
المعلومة كشفتها صحيفة "الشرق الأوسط" التي نقلت عن سكان قولهم إنَّ الهدف الحقيقي من تلك الحملات هو الدفع بالمجندين الجدد في جبهات القتال يمأرب وغيرها.

اللافت في هذا الإطار أن المليشيات الحوثية أطلقت دعوات احتيالية لتجنيد المئات من السكان والمواطنين في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها، لكن من أجل إجبارهم على المشاركة في القتال معها.

وفي الأيام الماضية، جاب عناصر ومشرفو المليشيات قرى ومناطق ريفية عدة، ووجّهوا دعوات للمواطنين وأولياء الأمور والأعيان والوجهاء؛ للإسراع في المشاركة فيما تسميه الجماعة "النصرة والجهاد من أجل تحرير الأقصى وفلسطين"، عبر الانضمام إلى صفوف مقاتليها.

يكشف كل ذلك حجم المتاجرة الحوثية بالقضية الفلسطينية، وأن المليشيات تتمادى في استغلال هذه القضية من أجل تحقيق مصالحها الخبيثة وخدمة أغراضها المتطرفة عملًا على تكوين ثروات ضخمة وإطالة أمد الحرب.