التجمع المدعوم قطريًّا وتركيًّا.. جبهة إخوانية جديدة تعادي التحالف
فيما تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا ضخمة تدفع نحو إنجاح اتفاق الرياض، فإن مخططات شيطانية يُدبَّر لها في ليل، تستهدف إفشال هذه الجهود عبر تشكيل تجمع يخدم النفوذ الإخواني.
المعلومة كشفتها صحيفة العرب اللندنية، التي قالت اليوم الثلاثاء، إنّ هناك تحركات بين التيارات والقوى المدعومة من قطر وتركيا للانخراط في تجمع يتحول لواجهة سياسية مناوئة للتحالف العربي.
الصحيفة قالت إنّ الهدف من التكتل تجمع المكونات التي يجمعها العداء للتحالف العربي أو الولاء للدوحة وإسطنبول وتنظيم الإخوان الإرهابي، بهدف إفشال تفاهمات اتفاق الرياض.
ومن المتوقع أن يتبنى هذا التكتل السياسي الجديد خطابًا معاديًّا للتحالف، بعد تحوله إلى مظلة تضم كل التيارات والمكونات والشخصيات التي نشأت خلال السنوات الماضية بدعم قطري – تركي.
يحمل هذا التطور خطورة بالغة فيما يخص جهود السعودية الرامية إلى إنقاذ مسار اتفاق الرياض، وهو ما يبرهن على أن مليشيا الشرعية ربما ستفشل هذه التحركات التي تخوضها المملكة عملًا على تحقيق حالة من الاستقرار بما يساهم في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
لكن في الوقت نفسه، لا يثير هذا التطور أي استغراب، وهذا يعود إلى أن تنظيم الإخوان دأب على مدار الفترات الماضية، على استدعاء النفوذ القطري والتركي للعمل على خدمة مصالحه الخبيثة وأجندته الضيقة.
وكثيرًا ما لوّح حزب الإصلاح الإخواني باللعب بورقة إقحام النفوذ القطري والتركي، لا سيّما أن الدولتين تعملان بشكل مباشر على تعزيز نفوذ تنظيم الإخوان في اليمن، بما يجعل اليمن رهن الأجندات القطرية - التركية المعادية للتحالف العربي.
وسعت قطر وتركيا إلى تكوين حاضنة تؤوي تنظيم الإخوان في اليمن، وتقديم إمدادات مالية وتسليحية ولوجستية كبيرة، وقد استخدمت هذه الإمدادات بشكل مباشر في اعتداءات غاشمة شنّتها مليشيا الشرعية ضد الجنوب على مدار الوقت.
تكثيف التحركات القطرية والتركية بالتزامن مع المفاوضات الجارية في السعودية لإحياء مسار اتفاق الرياض أمر يعكس مدى استهداف تنظيم الإخوان والدول الداعمة له لجهود التحالف في العمل على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
إقدام قطر وتركيا على دعم الإخوان وعرقلة جهود التحالف ينبع من مخاوف هذا التنظيم من حسم الحرب في اليمن، وبالتالي تُفوَّت الفرصة على هذا المعسكر لإيجاد موطئ قدم يمكنه في التدخل بشكل أكبر وبالتالي تحقيق مصالحهم الخبيثة ومطامعهم في نهب الثروات واستغلال المزايا الاستراتيجية على الأرض.
ولعل الدليل الأكبر على حجم التآمر الإخواني ضد التحالف العربي هو أنّ مليشيا الشرعية لم تولِ أي اهتمام بمحاربة الحوثيين، بل الأكثر من ذلك أنّها تمادت في ممارسة حلقات واسعة من التآمر والانبطاح أمام المليشيات، بما مكّن "الأخيرة" من التمدد على الأرض.