زيارة جريفيث إلى صنعاء.. لماذا رجع المعبوث بخفي حُنين؟
"رجع بخفي حنين".. يعرف العرب هذا المثل جيدًا، يذكرونه دائمًا عندما يذهب أحدٌ إلى مكانٍ ما ويعود كأنه لم يذهب من الأساس، هذا حال المبعوث الأممي مارتن جريفيث الذي عاد من صنعاء، و"كأنه لم يذهب من الأساس".
جريفيث أجرى زيارةً إلى صنعاء استمرت يومين، لكنها لم تسفر عن شيء، وذلك بعد لقائه زعيم المليشيات الإرهابية المدعو عبدالملك الحوثي، وقيادات أخرى من معسكر المليشيات.
جريفيث قد استهل زيارته يوم الأحد بلقاء عبد الملك الحوثي الذي أكد تمسك جماعته بأولوية رفع القيود عن سفن المشتقات النفطية، قبل البحث في مفاوضات في الملف العسكري، أو السياسي.
وقبيل مغادرته، قدم جريفيث إحاطة صحفية موجزة في مطار صنعاء لم تكشف عن أي خطوة أو نتائج ملموسة نحو السلام.
يأتي هذا فيما علم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ المليشيات الحوثية المدعومة من إيران رفضت خطة السلام المعدلة التي طرحها المبعوث الدولي، كما رفضت إيقاف الهجوم العسكري في مأرب.
وتضمنت خطة جريفيث المدعومة من مجلس الأمن، وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وتدابير إنسانية واقتصادية من قبيل استئناف دفع مرتبات الموظفين، وصولًا إلى إحياء العملية السياسية المتوقفة.
زيارة جريفيث إلى صنعاء انتهت لتُوقِّع على مرحلة جديدة من الفشل الأممي في إقناع أو إلزام الحوثيين بالانخراط في مسار لتحقيق السلام، وهو ما يعني بكل وضوح أن الأمور تتجه إلى المزيد من التعقيدات التي تطيل أمد الحرب، وكأن السنوات السبع ليست كافية ليجري أكثر مما جرى، ويحدث أبشع مما حدث.
ولا شك أن المليشيات الحوثية تتحمل مسؤولية مباشرة عن إفشال أي جهود للتوصل إلى تسوية سياسية، وذلك بالنظر إلى حجم العراقيل التي تغرسها في مسارات تحقيق السلام.
تتفق صحيفة البيان الإماراتية، مع هذا الطرح، وتقول إنّ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أفشلت مهمة مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن جريفيث، مشيرة إلى أنها تمسكت بالتصعيد العسكري.
وأضافت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن لم يحصل خلال زيارته لصنعاء على موافقة المليشيات الحوثية الإرهابية على خطة وقف إطلاق النار.
التطورات الجارية على الساحة في الوقت الراهن تشير إلى أن الأمور تتجه نحو إصرار الحوثيين على إطالة أمد الحرب بشكل كبير، وهو ما ينذر بتكبد قطاعات عريضة من السكان صنوفًا أكبر من المعاناة بالنظر لما يتضمنه التصعيد الحوثي من اعتداءات مرعبة على المدنيين.
إزاء ذلك، فإن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي الذي لا يزال مطالبًا أكثر من أي وقت مضى بأن يعمل على ممارسة أكبر قدرٍ من الضغوط على المليشيات الحوثية بما يجبرها على الانخراط في مسار لتحقيق السلام.
الجانب الأهم في هذا الإطار، هو أن قناعةً يجب أن يدركها المجتمع الدولي مفادها أن مصالح الحوثيين مرتبطة في المقام الأول بالعمل على إطالة أمد الحرب، وهو ما يعني أن معالجة الوضع المعقد الراهن تستلزم محاصرة المليشيات والضغط عليها من كل اتجاه لكبح جماح هذا الإرهاب الغادر.