الشرعية تحفر قبرها في عدن

الأربعاء 2 يونيو 2021 18:01:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تشير أغلب التطورات الميدانية والسياسية إلى أن مليشيا الشرعية تجهز لشن عدوان غاشم على الجنوب، في مواجهة ستكون فيها الشرعية جانية على نفسها.

فإلى جانب موجة كبيرة من التحشيد العسكري على الأرض، فإنّ الواقع السياسي لا يختلف كثيرًا عن ذلك بالنظر إلى موجة التهديدات الكبيرة التي تشنها قيادات الشرعية الإخوانية.

أكثر التهديدات وضوحًا صدرت على لسان القيادي الإخواني حميد الأحمر، المقيم في تركيا وتحركه أجندتها ومصالحها وأموالها أيضًا، بعدما لوح وهدد بإمكانية احتلال العاصمة عدن في غضون أسبوع فقط.

تهديد الأحمر جاء بعد تصريح لا يختلف كثيرًا، بل إنه حاز صبغة أكثر رسمية، وذلك فيما يخص ما لوح به وزير الداخلية في حكومة المناصفة المدعو إبراهيم حيدان، والذي هدد صراحة بعدوان على عدن تحت ذريعة ما أسماها "القضاء على الخلايا الحوثية النائمة".

ولا يبدو أن الأمر مجرد تهديدات، فالموجة العدائية التي يجري التحضير لها شملت كذلك أوامر أصدرتها الشرعية لجميع عناصرها في أبين، للتحرك إلى مدينة عتق بمحافظة شبوة للخضوع لدورات قتالية، بهدف تجهيزها للمهمة القادمة.

إذًا، تشير كل هذه التطورات إلى أن الشرعية لم تعد تتجهز في الخفاء لشن عدوانها الغاشم، لكنها تعمل في وضح النهار تجهيزًا على ما يبدو لعدوان جديد يستهدف الجنوب بشكل كامل وفي القلب منه العاصمة عدن.

اللافت في هذا الإطار هو تزامن هذه التحركات الإخوانية الخبيثة مع مفاوضات تستضيفها السعودية وتستهدف إعادة إحياء مسار اتفاق الرياض، ذلك المسار شديد الأهمية والحيوية الذي أفشلته الخروقات الإخوانية المتواصلة.

تعني مجريات الأمور على هذا النحو أن الشرعية بصدد التجهيز لموجة طويلة من التصعيد العسكري، تستهدف من ورائها الإجهاز على القضية الجنوبية العادلة، وضرب مساعي الشعب الذي انطلق ولن يتراجع عن استعادة دولته.

ومن المؤكد أن إقدام الشرعية على تصعيد كهذا سيكون له الكثير من التبعات، لا سيما النتائج العسكرية التي ستتبكدها المليشيات الإخوانية إذا ما جازفت وخاطرت بل وانتحرت عبر إشعال مواجهة جديدة مع القوات المسلحة.

وبالنظر لما جرى على مدار العامين الماضيين فيما يخص جسارة القوات المسلحة الجنوبية والبطولات التي تسطرها في مواجهة مليشيا الإخوان، فإن الشرعية إذا ما أشعلت مواجهة جديدة فإنها ستكون بصدد تنفيذ عملية حفر قبور لها في العاصمة التي ستظل جنوبية الهوى والهوية، وعصية على أن ينالها استهداف "الخبثاء".