النهب الحوثي للمساعدات.. عراقيل زرعتها المليشيات في مسار الإنسانية
أزمات إنسانية مرعبة خلّفتها الحرب الحوثية الغاشمة التي أشعلتها المليشيات الإرهابية منذ أكثر من ست سنوات، ولا تلوح في الأفق أي آمال نحو نهايتها عما قريب.
وارتكبت المليشيات الحوثية صنوفًا ضخمة من الجرائم والاعتداءات، التي ساهمت في صناعة الأعباء والأزمات المروعة، ولعل أبشع هذه الجرائم تتمثل في نهب المساعدات وعرقلة وصولها إلى مستحقيها.
وفي هذا الإطار، اتهمت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، مليشيا الحوثي الإرهابية باستمرار نهب المساعدات الغذائية وبيعها في الأسواق، وسرقة الغذاء من أفواه الجوعى، يؤكد عدم اكتراثها بالمعاناة الإنسانية.
وقالت الصحيفة إن هذا الأمر ينسف كل ادعاءات المليشيات الحوثية، ويؤكد متاجرتها بالملف الإنساني لتحقيق مآرب سياسية، معتبرة أن سياسة التكتم التي تتبعها مليشيا الحوثي الإرهابية وإخفاء الحقائق والأرقام في مختلف القطاعات، يعرض حياة مئات الآلاف من السكان في مناطق سيطرتها للخطر.
ووفق الصحيفة، وضعت المليشيات الحوثية الإرهابية مزيدًا من العراقيل على أنشطة المنظمات الأممية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والذي أثر بشكل كبير على برامج الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين.
توثق هذه المعلومات جانبًا من الاتهامات التي توجه للحوثيين بشأن تمادي المليشيات في جرائم نهب المساعدات، وهو ما أدى بشكل مباشر إلى تأزيم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
ودأبت المليشيات الحوثية على ارتكاب جرائم واسعة فيما يتعلق بنهب المساعدات الإنسانية، وهو ما دفع العديد من المنظمات والوكالات الدولية والأممية نسبة كبيرة من برامج المساعدات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، لإصرارها على نهب المعونات والمساعدات الطبية والغذائية وتحويل مسارها لخدمة تصعيدها العسكري.
ولم تنجح جهود ضخمة بذلتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية رمت إلى إقناع المليشيات الحوثية الإرهابية بوقف تدخلهم في العمليات الإنسانية والكف عن سرقة المعونات والمساعدات، والسماح بإصلاح عملية التوزيع وإيصال المساعدات للمحتاجين والمستحقين.
وفي أكثر من مناسبة، وُجّهت اتهامات للمليشيات الحوثية بأنّها السبب في تردي الأوضاع الإنسانية، أبرزها ما صدر عن مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال إنّ مليشيا الحوثي الإرهابية تتدخل في العمليات الإغاثية وتعمل على إخافة العاملين في وكالات المساعدات، معبرا عن رفضه لهذه السلوكيات.
النهب الحوثي للمساعدات الإغاثية جريمة شديدة البشاعة يدفع ثمنها المدنيون الذين يقطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الموالية لإيران، وأسفرت كل هذه الجرائم الحوثية عن إتساع حدة الفقر بشكل كبير.