أبين بلا ماء أو كهرباء.. حرب الشرعية تجني على الإنسانية
حلقة جديدة من سلسلة الفوضى المعيشية تضرب محافظة أبين، الغارقة بين براثن صنوف ضخمة من الأعباء والأزمات الحياتية التي تغذيها الشرعية الإخوانية.
الحديث عن معاناة صارخة تشهدها محافظة أبين، حيث تشهد قرية الشيخ سالم بمديرية زنجبار أزمة طاحنة تتعلق بعدم توفر المياه وانقطاع التيار الكهربائي منذ ثلاثة أشهر.
وأكد الأهالي، أنهم يعانون من انقطاع المياه منذ ثلاثة أشهر؛ بسبب تضرر الشبكة من تدفق السيول بوادي حسان، وأن الجهات المعنية لم تعمل على تحسين شبكة المياه، ما يضطرهم لجلب المياه من أماكن بعيدة.
وأشار الأهالي إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يتواصل بالقرية، دون أن تشمله أعمال الصيانة التي قامت بها مؤسسة الكهرباء بأبين.
توثق هذه الأزمات جانبًا من الأعباء التي تحاصر الجنوب من كل حدب وصوب، والتي خلّفت صنوفًا ضخمة من صور الأعباء والمعاناة في محافظة أبين، وهي أعباء يعيشها الجنوب بشكل كامل، بالنظر إلى حرب الخدمات التي يتم إشهارها على مدار الوقت.
وبات من الواضح أن الشرعية تعمل على تكثيف حربها العدائية من خلال إثارة الأزمات الحياتية، وذلك بعدما فشلت في النيل من الجنوب عسكريًّا، وهي تعمل في الوقت الراهن على إفساح المجال أمام صناعة فوضى مجتمعية شاملة تضرب الجنوب بشكل كامل.
وباتت تعمل الشرعية على إحداث موجات كبيرة من تردي الخدمات عملًا على إثقال كاهل الجنوبيين بأكبر قدر ممكن من الأعباء والأزمات، وهو ما يعبر عن سياسات طائفية شديدة الخبث تنفذها الشرعية ضد الجنوبيين.
وفيما يمثل عدم مباشرة حكومة المناصفة لأدائها كما هو المطلوب أحد الأسباب المباشرة لتردي الخدمات، فإن المثير للسخرية في هذا الإطار أن الشرعية تحاول تحميل الجنوب هذه المسؤولية فيما يتعلق بعدم قدرة الحكومة على العودة للعاصمة عدن.
ولا شك أن هذا الطرح يحمل قدرًا كبيرًا من الهزلية، إذ أن المجلس الانتقالي رحب في أكثر من مناسبة بعودة الحكومة إلى عدن ودعاها للإسراع في ذلك من أجل تحسين الأوضاع المعيشية على الفور، إلا أن الشرعية تتمادى في مخططها الخبيث عملًا على تأزيم الوضع المعيشي أمام الجنوبيين.
هذه الأوضاع المعقدة تشير إلى ضرورة عمل المجلس الانتقالي على الانخراط في تحركات سياسية عاجلة، تفضح وتوثق ما ترتكبه الشرعية في حق الجنوب وشعبه، وكيف أنها تعمل على تغذية الفوضى المعيشية بشكل كامل.
في الوقت نفسه، فهناك ضرورة ملحة لأن يُمنح الجنوبيون حق إدارة أراضيهم بأنفسهم، عملًا على إجهاض المؤامرة الإخوانية الخبيثة التي تقوم على صناعة الأزمات وزراعة العراقيل أمام تحقيق الاستقرار المعيشي بشكل كبير.