درع حماس يكشف: عملاء إيران يصطفون في صنعاء
قدم ممثل حركة حماس لدى المليشيات الحوثية في صنعاء، معاذ أبو شمالة، أمس الأحد، درع الحركة إلى القيادي الحوثي المدعو محمد علي الحوثي، وبررت الحركة خطوتها على أنها تأتي "تقديرا منها لمواقف الحوثيين تجاه الحركة"، من دون أن توضح ماهية تلك المواقف في ظل استمرار المليشيات في استهداف الأبرياء بشكل يومي.
لم تراعي حماس المجزرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية في أحد محطات الوقود بمحافظة مأرب والتي راح ضحيتها 21 قتيل بينهم طفلة تفحمت جثتها، بل أنها ذهبت إلى قيادة المليشيات في اليوم التالي للجريمة لتؤكد على أنها تنظيم ولائه الأول لإيران وليس للشعوب العربية التي ساندت قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة.
ونعت حماس قبل شهر ونصف تقريبا أحد ناشطيها الذي لقي حتفه أثناء مشاركته ضمن المليشيات الحوثية التي حاولت اختراق محافظة مأرب، ما يشي أن هناك تواصل وثيق بين التنظيمين في ظل مؤشرات تشير إلى أن حماس تلعب دور الوسيط بين المليشيات الحوثية وعناصر حزب الإصلاح في اليمن باعتبار أنهما يتقاربان إيديولوجيا من تنظيم الإخوان.
كشف الاحتفاء الحوثي بحركة حماس عن أن هناك اصطفافا من جانب عملاء إيران في صنعاء، وإلى جانب ممثل حماس لدى المليشيات هناك ممثلين آخرين لحزب الله بينهم مصطفى الغراوي وهو المكلف بتدريب مليشيا الحوثي باليمن والذي لقي حتفه في ضربات التحالف قبل أسبوعين على جبهة الكسارة القريبة من مديرية صراوح، وهؤلاء يتواجدون بقيادة المدعو حسن إيرلو الذي عينته إيران سفيرا لها لدى المليشيات.
وكان الغراوي أحد ثمانية خبراء عسكريين من الجنسيات اللبنانية والإيرانية دخلوا مع حسن إيرلو إلى صنعاء في أكتوبر الماضي، ويعد أحد قيادات الجناح العسكري لمليشيا حزب الله اللبناني، وأكد مقتله على مستوى انخراط حزب الله وإيران في التصعيد العسكري الذي تشنه المليشيا في مختلف جبهات مأرب.
ولطالما حرض زعيم حزب الله الإرهابي في لبنان حسن نصر الله علنا مليشيا الحوثي لمواصلة الهجوم الوحشي على محافظة مأرب، بزعم أنها "ثمرة" لفرض شروط هيمنتها على اليمن.
وأعلن التحالف العربي مرارا وتكرارا خلال الأعوام السابقة، عثوره على تسجيلات فيديو ووثائق في مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الحوثيين تؤكد مشاركة حزب الله في القتال، وتأكيده على أن مشاركته تعود إلى ما قبل الاستيلاء على صنعاء.
يتورط حزب الله على وجه التحديد في الكثير من الجرائم التي طالت الأبرياء، وكان شريكا رئيسيا للمليشيات الحوثية أثناء قيامها بحفر الأنفاق من أسفل مقر السفارة الإيرانية إلى جنوب صنعاء في حي الخمسين، وهي الواقعة التي فضحها شهود عيان في عام 2019، بعد أن شاهدوا في مناسبات عدة دخول شاحنات فارغة إلى مقر السفارة الإيرانية قبل أن تخرج محملة بالتراب.
وقدّم حزب الله خبراته إلى العناصر الحوثية من خلال التدريب على التخطيط للعمليات العسكرية، وطريقة استخدام العبوات والصواريخ المضادة للدروع وكيفية إدارة عمليات عبر الحدود، بحسب ما أفصح عنه خبراء عسكريين.