إخوان ثابت.. قصة منشأة صناعية اعتاد الحوثي استهدافها

الاثنين 7 يونيو 2021 23:21:00
testus -US

لا تمر أشهر قليلة حتى تقوم المليشيات الحوثية المدعومة من إيران باستهداف مجمع إخوان ثابت في محافظة الحديدة والذي يتوسط المدينة من الناحية الشرقية، وهو ما يطرح سؤالا مهما مفاده، لماذا تكرر المليشيات استهدافها لمجمع صناعي وليس ثكنة عسكرية أو منطقة حربية تمثل خطرا عليها؟

واستشهد عامل في مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري، بمدينة الحديدة، أمس الأحد في قصفت شنته مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بعدة قذائف، وتسبب القصف أيضا في إصابة ثلاثة آخرين فيما تضررت بعض أجزاء من المجمع.

يعد مجمع إخوان ثابت منطقة صناعية ويبيع منتجاته في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات وهو الأكبر من نوعه بالقرب من الساحل الغربي ويعمل به أكثر من 20 ألف عامل وأسرة ارتبطوا معيشيا بهذا المجتمع الصناعي ويأتون من مناطق متفرقة للعمل به.

لكن منذ خروج المصنع عن حدود المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية بمحافظة الحديدة فهو بالطبع توقف عن دفع العوائد والإتاوات التي كانت تحصلها منه المليشيات، وقد يكون استهدافه نوعا من الضغوطات التي تمارسها المليشيات الإرهابية للحصول على الأموال من أصحاب المصنع، لكن ذلك لا يعني أنها تقوم باستهدافه مرات عديدة بين الحين والآخر.

يلعب المصنع دورا تنمويا مهما في مدينة الحديدة إضافة إلى الأنشطة الصناعية والتجارية الأخرى وقد تكون الضربات معبرة عن رغبة المليشيات الحوثية في حصار الحديدة اقتصاديا إلى جانب حصارها بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل يومي.

تعاملت البعثة الأممية التي جاءت إلى الحديدة في أعقاب التوقيع على اتفاق ستوكهولم في نهاية عام 2018، المعروفة اختصار باسم (أونمها)، مع مجمع إخوان ثابت على أنه منطقة آمنة يصعب استهدافها من جانب المليشيات الحوثية نتيجة لوجود عدد كبير من المدنيين داخله وعقدت داخله اجتماعات اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الحديدة.

وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي تجعل المليشيات الحوثية مُصرة على استهدافه كرسالة منها إلى المجتمع الدولي برفض الجهود التي تمارسه ضدها أطراف دولية عديدة للانخراط في مباحثات السلام، وهو ما يؤكد على أن خيار إطالة أمد الصراع واستمرار الحرب هو الأوحد الذي تسعى إليه المليشيات الحوثية.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، عن استهجانها قصف مليشيا الحوثي الإرهابية للمجمع وجددت التحذير من الأثر الكارثي للنزاع على المدنيين، مشيرة إلى أن هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من عواقب الحرب في جميع الأوقات.