كورونا يقصقص أجنحة الحوثي في صنعاء
دفعت المليشيات الحوثية ثمن إهمالها في مواجهة انتشار فيروس كورونا بعد أن تفشى الوباء على نطاق واسع في مناطق سيطرتها من دون أن تُعلن بشكل رسمي عن أرقام الإصابات والوفيات، غير أن وفاة خمسة من قيادات الصف الأول خلال الشهرين الماضيين جراء إصابتهم بالفيروس برهن على أن الوباء أضحى يمثل خطرا على قادة المليشيات المطلوبين دوليا على ذمة قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وتوفي القيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعو سلطان الأديب المعين في هيئة الكتاب بصنعاء ووالده فارع الأديب، اليوم الاثنين، جراء إصابتهما بفيروس كورونا بعد تدهور حالتهما الصحية.
وتعد هذه حالة الوفاة الخامسة التي تطال قيادات حوثية نافذة في غضون أسابيع قليلية، ويعد أبرزها كبير مهندسي الحرب الحوثية يحيى الشامي، وهو المطلوب رقم 4 على لائحة التحالف العربي لأخطر 40 قياديا حوثيا، إلى جانب نجله زكريا الشامي الذي كان يشغل منصب وزير النقل لدى حكومة المليشيات غير المعترف بها دوليا.
وفي مطلع إبريل الماضي، اعترفت المليشيات الحوثية بوفاة القيادي البارز سلطان زابن المصنف على لائحة العقوبات الأممية والأميركية في صنعاء جراء إصابته بالفيروس أيضا، وفي شهر مايو توفي مستشار وزير خارجية المليشيات شفيع ناشر جراء إصابته بالفيروس وهو صاحب المقولة الشهيرة "من الأفضل أن يموت اليمني وهو يقاتل في الجبهة في صفوف الميليشيات بدلا من أن يموت مثل البعير من فيروس كورونا".
وبالرغم من خسائر المليشيات جراء تفشي الفيروس إلا أنها ترفض حتى الآن التعامل مع الوباء على محمل الجد بل أنها تعمل على تقويض الجهود الدولية لتزويد المناطق الواقعة تحت سيطرتها بلقاحات كورونا.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن "الحوثيين فشلوا في التعاون مع منظمة الصحة العالمية ونتيجة لذلك، لم تجر أي عملية تطعيم في المناطق التي يسيطرون عليها على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات".
ونشرت المليشيات معلومات مضللة حول الفيروس واللقاحات منذ بداية انتشار الوباء وزعم عبدالملك الحوثي قائد المليشيات الإرهابية، في كلمة متلفزة خلال شهر مارس العام الماضي، إن "الفيروس مؤامرة أميركية".
وأوضح مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، إن "القرار المتعمد من الحوثيين بإخفاء العدد الحقيقي لحالات كورونا ومعارضتها للّقاحات يهددان حياة الأبرياء، فالتظاهر بعدم وجود الوباء ليس إستراتيجية لتخفيف المخاطر ولن يؤدي إلا إلى معاناة جماعية".
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أدهم رشاد عبد المنعم في مؤتمر افتراضي عن استجابة اليمن لفيروس كورونا، في إبريل الماضي، إن الحوثيين وافقوا في البداية تحت الضغط على قبول 10 آلاف جرعة لقاح، لكن لم تُسلّم اللقاحات بعد أن وضعوا شرطا يقضي بأنه لا يمكن توزيع اللقاحات إلا من قبلها دون إشراف منظمة الصحة العالمية الأمر الذي رفضته الأخيرة.