بيان اليدومي الهزلي.. محاولة إخوانية لمحو آثار زلزال تكريم حماس للحوثيين
"غسل السمعة".. توصيف قد ينطبق على ما أقدم عليه حزب الإصلاح الإخواني، في محاولته التبرؤ من لقاء ممثل حركة حماس معاذ أبو شمالة مع القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي في صنعاء.
المدعو محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح - فرع تنظيم الإخوان في اليمن - أصدر بيانًا قال حاول فيه رسم صورة استنكارية لمقابلة القيادي الحمساوي بالحوثي، بل وتكريمه للقيادي النافذ في المليشيات الإرهابية.
اليدومي قال في بيانه، إن تكريم ممثل حماس للقيادي الحوثي يمثّل استفزازًا لليمنيين، وأنه كان على الحركة أن تحترم حقوقهم في مكافحة المليشيات الحوثية الإجرامية.
بيان القيادي الإخواني لا يثير أي استغراب، فمن المفهوم أنه يأتي في سياق محاولات حزب الإصلاح لاحتواء عاصفة الغضب التي هبّت رياحهها على التنظيم الإخواني، وذلك في أعقاب لقاء أبو شمالة والحوثي.
الغضب من هذا اللقاء نبع من كونه فضح حجم الترابط بين تنظيم الإخوان والحوثيين وبالتبعية بإيران، بما يمثل طعنة من حزب الإصلاح في خاصرة المشروع القومي العربي الذي يتصدى لمساعي التمدد الفارسية على الأرض.
سيل الانتقادات التي وُجهت للإخوان دفعت حزب الإصلاح إلى اللعب على وتر آخر، وهو محاولة تنظيم فعالية في العاصمة عدن أمس الأربعاء، ترفع شعارات داعمة للقضية الفلسطينية، في محاولة لإصلاح ما أتلفته واقعة صنعاء "الحوثية - الحمساوية".
وعلى الرغم من تخصيص تنظيم الإخوان أموالًا ضخمة من أجل الحشد لهذه الفعالية، إلا أنها فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافها، وذلك بعدما قوبلت برفض واسع النطاق، لما يحمله الأمر من تحايل إخواني يستهدف تحقيق أهداف سياسية.
وبالعودة إلى بيان اليدومي، فإن القيادي الإخواني وهو يحاول التصوير على الملأ بأن حزب الإصلاح يعارض خطوة ممثل حماس ويحاول التبرؤ من علاقته بحماس، فشل فيما خطط بها، وذلك بدليل أن الحزب لم يحرك ساكنًا تجاه أعداد مهولة من القيادات الإخوانية التي ترتمي في أحضان المليشيات الحوثية بشكل معلن.
فعلى مدار الفترات الماضية، تخطت الكثير من القيادات الإخوانية كل الحدود ولم تكتف بمغازلة الحوثيين، لكنها أعلنت ولاءها للمليشيات، بل وانتقل الكثيرون منهم للعيش في مناطق سيطرة الحوثيين، وعلى وجه التحديد محافظة صنعاء.
ولم يجرؤ اليدومي، على رفض أو مجرد الحديث عن علاقات الإرهابي النافذ في الشرعية علي محسن الأحمر، لا سيّما استثماراته في مناطق سيطرة الحوثيين والتي تحظى بتأمين كامل من قِبل المليشيات.
ولا يُنتظر أو يُتوقَع من قيادات حزب الإصلاح انتقاد أو رفض أي تقارب مع الحوثيين، كما فعلت حماس، فالتنظيم في الأساس منخرط في علاقات تقارب كاملة مع المليشيات المدعومة من إيران، ويتحالفان سويًّا سواء في جرائم التهريب المتواصلة أو عبر التكالب على الجنوب بغية احتلال أراضيه.
هذا الواقع الدائر على الأرض يعني أن بيان اليدومي عن لقاء ممثل حماس والحوثي ما هو إلا محاولة من قِبل إخوان الشرعية لتحسين صورتهم بعد الضربة السياسية التي هزت التنظيم، بفعل عديد الانتقادات التي تعرضوا لها من جرّاء هذا الحدث.