غلق العيادات الطبية.. مراكز علاج يُمرِضها الحوثيون
مع كل اعتداء يشنه الحوثيون على القطاع الطبي، فإن أعباء جديدة تطرق الأبواب لتضفي مزيدًا من الأعباء على قطاعات عريضة من السكان من جانب، فيما تتوسع المليشيات في تحقيق أهدافها الخبيثة.
مليشيا الحوثي فرضت على العيادات والمنشآت الطبية دفع مبالغ طائلة على سبيل الإتاوة، فيما يتم غلق المراكز التي ترفض دفع الأموال التي يحددها الحوثيون، وقد تم بالفعل إغلاق نحو 50 منشأة خلال يومين فقط.
وتشترط المليشيات الحوثية، على المراكز والعيادات الطبية الدفع قبل السماح بمزاولة النشاط الطبي، وتفرض غلقًا على الممتنعين وذلك لحين دفع هذه الإتاوات المهولة.
إقدام الحوثيين على فرض الإتاوات في المناطق الخاضعة لسيطرتها أمرٌ يندرج في إطار مساعي المليشيات للعمل على تكوين ثروات ضخمة، باعتبار أن هذا الأمر يمثّل أحد الأهداف التي أشعلت المليشيات من أجلها حربها العبثية.
ولم ينجُ أي قطاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من الإتاوات،تفرضها المليشيات بقوتها القهرية وسلطتها الباطشة.
وإلى جانب العمل على تكوين ثروات ضخمة، فإن الأموال التي يجمعها الحوثيون من خلال الإتاوات تُوظَّف أيضًا من قِبل المليشيات في تمويل المجهود الحربي، بما يؤدي إلى إطالة أمد الصراع.
الجانب الآخر من مشهد الإتاوات الحوثية التي تستهدف العيادات والمراكز الطبية، تتعلق بالوضع الصحي نفسه، إذ أن غلق أي منشأة أمرٌ من شأنه أن يؤزم الوضع الطبي بالنظر إلى حرمان أعداد كبيرة من السكان من الحصول على هذه الخدمة.
الوضع الصحي المتأزم في اليمن يعني أنه لا يمكن تحمل المزيد من الضربات التي تنهال على القطاع الصحي بشكل كبير، لا سيّما بالنظر إلى التصنيف الصادر عن منظمات صحية دولية، تضع اليمن على رأس الدول التي تشهد أزمات صحية مخيفة.
المخيف في هذا الإطار أن هناك الكثير من الأوبئة التي سجّلت انتشارًا طاغيًّا في اليمن، بينها مثلًا الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، هذا بالإضافة إلى جائحة كورونا التي وجدت طريقًا ممهدًا بشكل كبير أمام الانتشار على أوسع نطاق ممكن.
وشهدت الأسابيع الماضية، تصاعدًا مرعبًا في انتشار الأوبئة في تفشٍ أرجعته منظمات صحية إلى أن البيئة الصحية المحلية تشهد حالة من التهالك، علمًا بأن الاعتداءات الحوثية التي تطال المراكز الصحية سواء مستشفيات أو عيادات تعتبر السبب الرئيسي في تأزيم الوضع الصحي بشكل كبير.
ومنذ يناير الماضي على وجه التحديد، تصاعدت حدة الانتهاكات الحوثية ضد الكوادر الطبية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وتحديدًا محافظة صنعاء التي دفعت الثمن الأكبر من جرّاء هذه الاعتداءات الوحشية.
ففي صنعاء، اختطفت مليشيا الحوثي في منتصف أبريل الماضي، ضمن حملات ممنهجة، 12 طبيبا و17 عاملا صحيا من مستشفيات الثورة والجمهوري والسبعين بصنعاء، علمًا بأن هذه الحملات تم تنفيذها في أعقاب فشلها في إقناعهم في الالتحاق بجبهات القتال لمداواة جرحاها.