تفكيك الألغام البحرية.. المشتركة تحمي ملاحة الإقليم من الشبكات الحوثية
في الوقت الذي يتمادى فيه الحوثيون بتهديد الملاحة البحرية عبر التوسع في زراعة الألغام ضمن إرهاب يحمل الكثير من التهديدات والتبعات، فإن القوات المشتركة تواصل العمل على تفكيك هذا الإرهاب الغاشم.
وتمكنت القوات المشتركة، عبر فرقها الهندسية المعنية، من تدمير لغم بحري، زرعته المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في قطاع البحر الأحمر.
وكان مسحٌ قد أجرته القوات المشتركة، قد أظهر وجود شبكة ألغام بحرية زرعتها المليشيات الحوثية، في منطقة سيول بأرخبيل حنيش، فيما تعمل القوات المشتركة على تدمير هذه الشبكة.
جهود القوات المشتركة في هذا الصدد تحمل أهمية بالغة بالنظر إلى ضرورة العمل على حماية الملاحة الإقليمية بل والدولية أيضًا من الأخطار المحدقة التي تحاصرها من جرّاء وضعها على أجندة الاستهداف الحوثية، المصنوعة إيرانيًّا.
وإلى جانب "المشتركة"، بذل التحالف العربي أيضًا جهودًا ضخمة على صعيد تدمير الألغام الحوثية والزوارق المفخخة، وذلك حماية لخطوط الملاحة والتجارة العالمية من الاستهداف الحوثي المتواصل.
وتلعب إيران دورًا رئيسيًّا في صناعة هذا الإرهاب الحوثي، فمنذ أكثر من أربع سنوات تعمل المليشيات على تطوير آلياتها العسكرية بدعم كامل من السفينة الإيرانية سافيز التي تتواجد في المياه الدولية المتاخمة للشواطئ.
وهذا الأسبوع، اكتشفت القوات المشتركة شبكة ألغام بحرية حوثية مثبتة بقاع البحر في أرخبيل حنيش الكبرى، الواقعة في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر بالقرب من باب المندب.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر عسكرية أن هذه الشبكة تحمل بصمات الحرس الثوري الإيراني وخبراء مليشيا حزب الله اللبناني.
وتحدثت المصادر عن احتمالات وجود شبكات مماثلة في المناطق البحرية الحساسة في عرض البحر الأحمر، ضمن الإصرار الحوثي على تهديد الملاحة البحرية بشكل كبير.
في المقابل، حاولت المليشيات الحوثية التبرؤ من هذه جريمة استهداف الملاحة البحرية، مدعية عدم صحة نزع وتدمير شبكة الألغام في باب المندب وجزيرة حنيش.
ويتم اكتشاف شبكات ألغام البحرية الحوثية المثبتة في قاع البحر في أعقاب عمليات مسح تشمل مناطق مرور حركة السفن التجارية وسفن الصيد، باعتبارها أكثر المناطق المحتمل أن تكون مليئة بالمفخخات الحوثية.
واستغلت المليشيات الحوثية هدنة الحديدة من جانب التحالف العربي وعملت على زرع الكثير من الألغام البحرية وزرع الزوارق المفخخة، وتم توظيفها في استهداف الملاحة البحرية، في محاولة لإرباك الممرات الدولية بشكل كامل.
ونشرت المليشيات مئات الألغام البحرية على امتداد الساحل الغربي من المحافظة إلى المخا والجزر المتناثرة على الشريط الساحلي والقريبة من الممر الدولي وممر باب المندب الاستراتيجي وخليج عدن.
وكثيرًا ما شنت مليشيا الحوثية هجمات إرهابية استهدفت سفنًا نفطية وإنسانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقبالة ميناء المخا، علمًا بأن صواريخ "إيرانية الصنع" استخدمت هي الأخرى في تنفيذ هذه الهجمات.
إقدام الحوثيين على الاستهداف المستمر للملاحة البحرية أمر مرتبط بشكل رئيسي بأن المليشيات تحاول العمل على ابتزاز المجتمع الدولي عبر التهديد المتواصل بضرب خطوط الملاحة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية من جانب، مع العمل أيضًا على تحقيق مكاسب مالية فيما يخص تحديدًا بيع النفط الخام من خزان صافر العائم.
وإلى جانب كونها تشكل خطورة على الأمن البحري المحلي والعالمي، فإن الألغام البحرية الحوثية تؤثر على أنشطة الصيد والاقتصاد ومجمل حياة سكان السواحل، هذا بالإضافة إلى تلويث البيئة البحرية وما يمكن أن ينجم عن ذلك من تداعيات خطيرة.
وبحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، فإن الألغام البحرية الحوثية تؤدي بشكل مباشر إلى انعدام الأمن الغذائي للسكان بالمناطق الساحلية، كما أنها تمنع الصيادين من الوصول إلى مناطق عملهم.