فتك حوثي بالقطاع الثقافي.. و4 قيادات ينهبون 80 مليون ريال شهريًّا
أدرجت المليشيات الحوثية، صندوق التراث والتنمية الثقافية في صنعاء، ضمن جرائم النهب والسطو، عبر نهب إيراداته من خلال عمليات تحايل على القانون.
وضمت المليشيات الحوثية، موارد الصندوق التي يتم استقطاعها في الأساس من الشركات والمصانع، إلى الموازنة العامة، علمًا بأن هذه الأموال لا تنفق على الأنشطة التي أنشئ من أجلها الصندوق.
ووُجِّهت اتهامات لأربع قيادات حوثية، هم المدعو عبد الله الكبسي المعين من قبل المليشيات وزيرًا للثقافة في حكومتها غير المعترف بها، ونائبه المدعو أحمد حيدر، والمدعو إبراهيم الموشكي المنتحل لمنصب المدير التنفيذي لصندوق التراث، وسليم المطري مسؤول الإيرادات في الصندوق، بنهب أكثر من 80 مليون ريال من موارد الصندوق بشكل شهري، وذلك منذ عام 2015.
وإضافة إلى 117 مليون ريال كانت موجودة في حسابات الصندوق قبل 2014، فإن إجمالي ما نهبه الحوثيون منذ بدء الحرب من أموال هذا الصندوق يتخطى ستة مليارات ريال.
ورغم أن الصندوق أنشئ خصيصًا لدعم الفن والثقافة، إلا أن المليشيات الحوثية لا تصرف أي أموال من الموارد على هذا الدعم، بل الأكثر من ذلك أنها لم تصرف على مدار سنوات الحرب إلا شهرين فقط نن رواتب موظفي الصندوق.
وهذا الصندوق له موارده شهرية الخاصة به منذ تأسيسه عام 2002، وخصّصت له نسبة من مبيعات السجائر والمياه المعدنية ومصانع الأسمنت وشركة النفط.
الاستهداف الحوثي للصندوق يندرج في إطار حرب أوسع نطاقًا تستهدف القطاع الثقافي بشكل كامل، علمًا بأن هذا الاستهداف يتنوع بين اعتداءات ومداهمات واعتقالات أو عمليات نهب وسطو منظمة.
وعملت المليشيات الحوثية، في كافة المدن التي طالتها اعتداءاتها، على ملاحقة المثقفين والأدباء والمفكرين، إذ تعاملت معهم المليشيات على أنهم يشكلون خطرًا على مشروعها الطائفي.
وعلى وجه التحديد، يعتبر مقر اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ذمار، أحد أكثر المواقع الثقافية التي طالتها الاعتداءات الحوثية، إذ اقتحمته المليشيات أكثر من خمس مرات، حتى تم الاستيلاء عليه بشكل كامل بقوة السلاح قبل أشهر.
فيما أظهر إحصاء نُشر في نهاية العام الماضي، أن 75 أديبًا وكاتبًا ومثقفًا اعتقلتهم المليشيات الحوثية بتهم كيدية، وارتبكت اعتداءات وحشية ضدهم، فإن المليشيات عملت على التخلص من معارضيها من المثقفين عبر التصفية الجسدية أو حرمانهم من العمل بحرية.
كما أدت الاعتداءات الحوثية بحق منتسبي القطاع الثقافي إلى إغلاق بيوت الفن وإيقاف عمل غالبية الفرق الفنية والثقافية الخاصة وتحول مئات من العاملين فيها إلى متسولين في بعض شوارع وطرقات مدن سيطرة المليشيات.