أبين.. والإرهاب مرة أخرى
د. عيدروس النقيب
مثلت العملية الإرهابية الإجرامية التي شهدتها يوم أمس مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، والتي استهدفت أفرادا من قوات اللواء الثالث دعم وإسناد، مثلت صدمة عنيفة لافتراضات استتباب الأمن والاستقرار في المحافظة التي استهدف اتفاق الرياض إيقاف المواجهات المسلحة فيها.
كانت محافظة أبين وما تزال هدفا سهلا للجماعات الإرهابية بفعل وضعها المزدوج وموقعها الجغرافي ووجود بعض النافذين في سلطة (شرعية) الرئيس هادي من المحسوبين على هذه المحافظة- الضحية.
فما يزال أبناء أبين يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم من شهر مايو 2011م حينما وجه رئيس الجمهورية حينها محافظ المحافظة حينها وقادته العسكريين والأمنيين بتسليم المحافظة بإداراتها ومواردها ومعسكراتها ومخازن الأسلحة فيها لتنظم ما سمي ب"أنصار الشريعة"" وقد تم له ما اراد، وقيل حينها إن معظم (إن لم يكن كل) قادة وجنود الالوية العسكرية والأمنية في معظم مديريات المحافظة قد خلعوا اليونيفورم الرسمية ورفعوا الأعلام السوداء وراحو يشاركون الجماعة الإرهابية عملياتها، وبقية القصة منحوتها في ذاكرة أبناء أبين ولن تنمحي.
قبل أسابيع وفي ذروة المواجهة بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية شهدت مدينة زنجبار ذاتها مسيرة ترفع شعار" خيبر خيبر" يا يهود جيش محمد سوف يعود"، وكان قادة وناشطو التجمع اليمني للإصلاح على رأس هذه المسيرة.
ولا يخفى على لبيب ذلك المضمون المفخخ للشعار، خصوصا وقد أطلق قادة الجبهة الشرعية في هجومهم على شقرة وأبين منذ نحو سنة "غزوة خيبر"، ولا يمكن الفصل بين حرب شقرة، والمهرجان" خيبر خيبر" والتفجير الإرهابي يوم أمس جريمة زنجبار لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، فلا بد من التئام كل من يهمه أمن أبين والجنوب عموما، في جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب ليس فقط، رفضا للتخريب وإفشال محاولة تفكيك اللحمة المجتمعية في أبين والجنوب، ولكن حفاظا على أرواح أبنا أبين الضحايا الدائمين لحماقات العسكر وشهوة القتل لدى الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها ومن يقف وراءها ممن امعنوا في تسخير هذا الملف منذ العام 1994م، بل ومنذ العام 1999م لخدمة أهدافهم السياسية المقيتة.
* * *
لفت نظري أن كل المواقع الرسمية اليمنية ومحطاتها الإذاعية والتلفزيونية لم تتناول هذا الحدث إلا من باب رفع العتب وربما رغبة في التشفي والاستمتاع بمشاهدة الدماء والجثامين وهي تتجندل، وسط الشوارع وعلى متن النقالات
السؤال الذي ينبغي على كل ذي عقل سليم أن يبحث عن الإجابة عليه هو:
لماذا لا تنشط الجماعات إلا في محافظات الجتوب، وتحديدا في المحافظات التي انسحبت منها القوات والنخب الجنوبية وانتقلت إلى عهدة القوات (الشرعية) و(الجيش الوطني) ؟ ولماذا لا تنشط في ذمار أو حجة أو المحويت مثلاً؟
الرحمة والمغفرة والرضوان لأرواح الشهداء.
والشفاء للجرحى، واللعنة والخزي والعار لكل من يرضى لنفسه القتل والإرهاب واستباحة الدماء وإزهاق الأرواح.