400 ألف طفل يموتون جوعا.. المجتمع الدولي يفشل إنسانيًا باليمن

الأحد 13 يونيو 2021 19:18:00
testus -US

أعلن المكتب المحلي لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، مواصلة الاستجابة لأزمة سوء التغذية في اليمن، والوصول إلى السكان بخدمات التغذية الأساسية، باعتبارها أحد الأهداف الرئيسية لمشروع الصحة والتغذية الطارئة الخاص بالمنظمة.

تفتح تلك الاستجابة الباب أمام التعرف على جهود المنظمات الأممية في الوصول للأطفال الذين يعانون سوء التغذية، ففي حين تشير وكالات أممية إلى أن هناك 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، إلى جانب 400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الوخيم الذي يعرضهم مباشرة لخطر الموت، فإن المكتب المحلي للمنظمة أعلن الشهر الماضي أنه توصل فقط إلى سبعة آلاف و682 طفلًا من سوء التغذية الحاد الوخيم.

يبرهن ذلك على أن الجهود الأممية في هذا المجال غير قادرة على الوصول إلى ملايين الأطفال نتيجة لمشكلات عديدة تعترض عملها، إما بسبب انخفاض معدلات الاستجابة الدولية لخطط الدعم الإنساني المقدم لليمن أو بسبب الانتهاكات التي تتعرض لها المنظمات الأممية في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

بحسب تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وشركاءهم، في شهر فبراير الماضي، فإن اليمن يعاني ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2020، وهي من بين أعلى  معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ اندلاع الحرب الحوثية.

ويصنف اليمن وفقا لمنظمات إنسانية من أكثر الأماكن خطورة في العالم للأطفال، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المعدية، إلى جانب محدودية فرص الحصول على خدمات التحصين الروتينية والخدمات الصحية للأطفال والأسر، بالإضافة إلى الممارسات غير السليمة لتغذية الرضع والأطفال الصغار، وقصور أنظمة الصرف الصحي والإصحاح البيئي.

تتركز غالبية القوافل الإنسانية التي تصل إلى المواطنين على المساعدات الغذائية، غير أن تعرضها للسرقة من جانب المليشيات الحوثية وكذلك تورط عناصر تابعين لمليشيات الإخوان التابعين للشرعية في الاستحواذ عليها وبيعها في السوق السوداء يؤدي إلى عدم وصولها إلى مستحقيها، في حين تغفل هذه المنظمات عن تحصين جهودها سياسيا بما يمنع تكرارها.

وتلجأ بعض المنظمات بين الحين والآخر إلى تعليق عملها في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، جراء ما تتعرض له من انتهاكات، لكن يبقى المتضرر الأول الأبرياء الذين ينتظرون وصول المساعدات، وهو ما أدى لتفاقم الأزمة على نحو أكبر خلال العامين الأخيرين.