ماذا تبقى في جعبة غريفيث بعد فشل مفاوضات صنعاء؟
بحث المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الأحد، مع رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، آخر المستجدات في اليمن، وناقش اللقاء سبل استئناف العملية السياسية من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
لم تحتوي التغريدة التي نشرها المبعوث الأممي في أعقاب اللقاء عن وجود خطة جديدة للسلام من شأنها إقناع المليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات شاملة نحو السلام، كما أنه لم يعلق بالسلب أو الإيجاب على زيارة الوفد العماني التي انتهت مؤخرا دون تحقيق نتائج تذكر.
يأتي لقاء غريفيث ورئيس الوزراء الكويتي، بعد يومين من مغادرة الوفد العماني صنعاء التي مكث فيها أسبوع كامل لم يتمكن خلاله من إقناع المليشيات بالإقدام على خطوة وقف إطلاق النار، ورفضت المليشيات أن تقوم بتلك الخطوة في مقابل إعادة فتح مطار صنعاء، ما دفع الوفد الذي حرص على عقد لقاءات عديدة من قادة المليشيات للمغادرة دون أن يعلن عن نتائج زيارته.
ولا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية تُساوم على إعادة فتح مطار صنعاء، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار، ولم تحترم التحركات الدولية الأخيرة التي استهدفت إقناعها بضرورة تعليق ضرباتها على مناطق مدنية عديدة في الأراضي اليمنية وباتجاه المملكة العربية السعودية، بما يشي بأنها لا تكترث كثيرا بحالة الزخم الدولي التي بدت ظاهرة مؤخرا لإنهاء الأزمة اليمنية.
بالنظر إلى تحركات غريفيث الحالية فإنها تبدو كمن يحرث في الماء لأن العناصر المدعومة من إيران رفضت مجرد وقف إطلاق النار في حين أنه كان ستحقق لها هدفا رئيسيا عبر إعادة فتح مطار صنعاء، وبالتالي فإنه لم يعد هناك مجالا للحديث عن أي مبادرات للحل الشامل، لأن العناصر المدعومة من إيران رفضت مبدأ التهدئة من الأساس، بما يؤكد على أنها ماضية في تصعيدها العسكري وليس لديها نوايا حقيقية للانخراط في السلام.
لم يتمكن المبعوث الأممي طيلة السنوات الثلاث الماضية أن يقنع المليشيات بأي من المبادرات التي طرحها عليها، وفي المرة الوحيدة التي دفعها نحو توقيع اتفاق ستوكهولم قبل نهاية عام 2018، لم تلتزم المليشيات بالاتفاق وعمدت على خرقه مئات المرات يوميا، ولم يتحرك لتوقيع عقوبات عليها عبر تقديم إدانات قوية في جلسات الاستماع التي حضرها بشكل دوري في مجلس الأمن.
أي تحركات يذهب باتجاهها المبعوث الأممي في الوقت الحالي تبدو كحملة علاقات عامة لن تأتي بجديد، وأضحى الأمر متوقفا على مدى قدرة الأطراف الإقليمية الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة الضغط على العناصر المدعومة من إيران للانخراط في السلام، سواء كان ذلك عبر استخدام سلاح العقوبات أو عبر تكثيف جهود المجتمع الدولي للضغط عسكريا على المليشيات الحوثية لإرغامها على الحل السياسي.