رأس العارة.. خطر أمني يهدد الجنوب بسبب المهاجرين الأفارقة
يشكل مرفأ رأس العارة في محافظة لحج والذي يقع على شاطئ البحر الأحمر خطرا أمنيًا داهمًا على المحافظات الجنوبية بعد أن تحول لمركز لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين القادمين من بلدان إفريقية عدة، في ظل غياب تام لسلطة الإخوان المحلية التي تفشل في تأمين المنطقة الحيوية ما كان دافعا لإغراق الجنوب بآلاف المهاجرين الأفارقة خلال السنوات الماضية.
وتعرض عشرات المهاجرين الأفارقة، أمس الأحد، للغرق نتيجة انقلاب قارب يقلهم قبالة منطقة "رأس العارة" المطلة على شواطئ البحر الأحمر، وبحسب مصادر محلية فإن حوالي 150 شخصا كانوا على متن القارب فيما تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 25 جثة طفت على سطح البحر، من دون أن يصدر تعليق حتى الآن من منظمة الهجرة الدولية عن الحادث.
وكان القارب قادما من منطقة القرن الإفريقي وهي تضم دول (الصومال، جيبوتي، إريتريا وأثيوبيا)، قبل أن تصدمه سفينة في عرض البحر قبل مرفأ رأس العارة بحوالي 18ميلا، لتطفو جثث الضحايا على سطح البحر قبالة منطقة "السويدا" القريبة من باب المندب.
وتحدثت مصادر محلية لوكالة أبناء (شينخوا) عن أن القارب تعود ملكيته لشخص من منطقة "العسيلة" في مديرية المخا غربي تعز، وأن الصيادين في تلك المنطقة هم من أبلغوا السلطات بوجود جثث تطفو على سطح البحر.
في الأشهر الأخيرة، لقي عشرات المهاجرين حتفهم في مضيق باب المندب الذي يفصل جيبوتي عن اليمن، وهو ممر رئيسي للتجارة الدولية ولكنه أيضا مسرح للاتجار بالبشر، وقبل شهر تقريبا لقي ما لا يقل عن 42 مهاجرا قبالة جيبوتي بعد انقلاب قاربهم الذي غادر من اليمن، وفقا لتقرير صدر عن منظمة الهجرة.
وتُعتبر شواطئ رأس العارة من أكثر المناطق المستهدفة من قبل المهربين، نتيجة عدم قيام سلطة الإخوان المحلية بأدوارها التأمينية بل إنها تتعامل مع هجرة الأفارقة غير الشرعية على أنه سلاح إضافي بيدها من الممكن أن تهدد به الأمن القومي الجنوبي، عبر إفساح المجال أمام الآلاف منهم للانتشار في محافظات جنوبية وتمهد لهم الطريق وصولا إلى العاصمة عدن.
وكانت عملية تدفق اللاجئين قد تراجعت خلال الفترة الأخيرة خصوصا على المحافظات الجنوبية لكن توقيت استئنافها بهذه القوة خلال الأشهر الأخيرة يبرهن على أن هناك أطرافا تعمل على تغذية عمليات تهريب النازحين لخلط الأوراق وإرباك المجلس الانتقالي الذي يقوم بدور بارز في مجابهة إرهاب الشرعية ويمضي في طريقه نحو تحقيق هدف استعادة الدولة.
طالب الدكتور علي حيدرة، مدير إدارة حقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي الجنوبي في لحج، المنظمات والسلطة المحلية، بمواجهة مشكلة تدفق المهاجرين الأفارقة عبر منطقة رأس العارة.
وحذر خلال تفقده المنطقة، قبل أسبوع تقريبا لرصد تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، من التداعيات السلبية للظاهرة، وشدد على حرص المجلس على معالجة المشكلة، مؤكدا أنها تحولت إلى خطر أمني واقتصادي على المحافظة.