اعتداء الجامعة واقتحام المدرسة.. انتهاك إخواني لقطاع التعليم في تعز
أظهر جريمتا اعتداء متزامنتان في محافظة تعز ارتكبتهما عناصر مليشيا الشرعية، حجم الاستهداف الإخواني للقطاع التربوي بغية تدميره، سيرًا على خطى المليشيات الحوثية في هذا الإطار.
ففي جامعة تعز، اعتدت عناصر مليشيا الإخوان على نائب رئيس الجامعة رياض العقاب داخل الحرم الجامعي، في اعتداء وصف بالهمجي من قِبل عناصر خارجة عن القانون، يقودها المدعو عبد الحكيم الشجاع، وهو قيادي نافذ فيما يُسمى اللواء ٢٢ ميكا التابع لمليشيا الإخوان.
وقالت مصادر مطلعة إن الشجاع تهجم على العقاب على خلفية عدم قبول ابنة شقيقه بامتحان المفاضلة في كلية الطب، حيث اعتدى على سيارة نائب رئيس الجامعة ووجه له السباب.
وأثارت الجريمة الإخوانية غضبًا عارمًا، إذ أعلنت رئاسة جامعة تعز تعليق العملية التعليمية في الجامعة ابتداء من اليوم حتى إشعار آخر على خلفية هذا الاعتداء.
ويشمل التعليق جميع كليات ومراكز الجامعة ويستمر حتى إشعار آخر، وفق مجلس الجامعة الذي أعلن عقد مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء لتوضيح تفاصيل الاعتداءات السابقة التي طالت الجامعة وقياداتها ومنتسبيها.
وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، حدد مجلس الجامعة، ثلاثة مطالب من أجل استئناف الدراسة في كليات الجامعة، تشمل محاكمة المدعو عبدالحكيم الشجاع على خليفة التهجم والاعتداء على نائب رئيس الجامعة، والقبض على المتهمين بمحاولة اغتيال رئيس الجامعة محمد الشعيبي وقتل مرافقه موفق الشميري قبل عامين في منطقة وادي القاضي.
كما اشترط مجلس الجامعة، قبل استئناف الدراسة، الضغط على قيادة اللواء الخامس حماية رئاسية لتسليم مبنى كلية الطب لرئاسة الجامعة ومغادرة الحرم الجامعي.
وفيما أحدثت هذه الواقعة موجة غضب عارمة، فقد تم الكشف عن اعتداء إخواني آخر، واقعة اقتحام مسلحين من مليشيا الحشد الشعبي، مركز امتحانات الثانوية العامة بمدرسة الغافقي في عزلة الأصابح بمديرية الشمايتين، وغششوا الطلاب المقربين لهم بقوة السلاح.
وفيما كتب التربوي نوار عبدالواسع السقاف مساعد رئيس المركز الامتحاني بالمدرسة منشورًا على موقع فيسبوك بشأن تدخل اللجنة الأمنية في فرض الغش بقوة السلاح في المركز الامتحاني، أصدر المدعو طه البركاني المعين مديرًا لأمن الشماتين قرارًا باستدعاء السقاف والتحقيق معه.
ووجه البركاني للسقاف تهمة بعلاقته بالاحتجاجات التي تشهدها مدينة تعز وتطالب برحيل الفاسدين في السلطة المحلية والجيش والأمن، وجميعها تابعة لسيطرة مليشيا الشرعية.
وانزعج البركاني من فضح الجريمة الإخوانية حول استخدام العنف والسلاح داخل القاعات الامتحانية في مدرسة الغافقي والمراكز الأخرى.
وبحسب مصادر تربوية، فقد أبدى البركاني استعداده لتغيير طاقمه الأمني الذي تواطئ م مع المسلحين، مقابل عدم نشر فضائح الأمن واللواء الرابع مشاة جبلي، فيما يخص الانفلات الحاصل في اللجان الامنية في المراكز الامتحانية بالشمايتين.
تزامن واقعتي الاعتداء على المدرسة والجامعة أمرٌ أرجعه محللون إلى حجم القبضة الإخوانية على مفاصل المؤسسات ومدى توظيف هذه القبضة في العمل على خدمة أهداف ومصالح حزب الإصلاح.
الجرائم الإخوانية ضد قطاع التعليم تمثّل سيرًا على خطى المليشيات الحوثية التي تملك باعًا طويلة في استهداف هذا القطاع بشكل كامل عملًا على تدميره.
وأظهرت إحصاءات حديثة أن 1579 معلمًا وإداريًّا بقطاع التعليم تعرضوا للقتل طيلة ستة أعوام ماضية على أيدي الحوثيين، بينهم 81 مدير مدرسة، و1497 معلما وعاملا تربويا، وتعرض 2642 معلما لإصابات مختلفة برصاص الميليشيات، ونتج عن بعضها إعاقات مستدامة.