الجنائز الحوثية.. المليشيات تلملم آثار الهزيمة غير المعلنة
تكبدت المليشيات الحوثية الإرهابية خسائر ضخمة في مختلف جبهات القتال، في وقت تواصل فيه فرض سياج من السرية حول هذه الضربات.
فمنذ مطلع يونيو الجاري، شيَّعت المليشيات الحوثية الإرهابية قرابة الـ120 قتيلًا سقطوا في الجبهات، فيما أوضحت مصادر مطلعة أن من بين هؤلاء القتلى قيادات بارزة في صفوف المليشيات.
وتقول المعلومات التي أوردها نشطاء متخصصون في رصد تطورات الجبهات، إن المليشيات الحوثية فقدت 42 قياديًّا خلال الأسبوعين المنصرمين، فيما من القتلى أيضًا نحو 33 طفلًا زجَّت بهم المليشيات في الجبهات الأولى بعد تجنيدهم قسرًا.
وحلّت محافظة حجة على رأس قائمة أكثر المناطق التي شيعت فيها المليشيات قتلاها، وذلك وبواقع 38 قتيلًا بينهم خمسة قيادات و20 طفلًا، تليها محافظة صنعاء التي شهدت تشييع 37 قتيلًا حوثيًّا بينهم 19 قياديًّا، بينما تحتل محافظة ذمار المركز الثالث بتشييعها 25 قتيلًا بينهم ستة قيادات.
وكانت إحصاءات نُشرت في نهاية الماضي، قد أظهرت أن عدد قتلى المليشيات في جبهة مأرب على وجه التحديد تجاوز ثلاثة آلاف قتيل منهم 737 خلال شهر مارس و395 قتيلًا في النصف الأول من شهر أبريل.
اللافت أنه في ظل كل هذه الخسائر والضربات التي يتكبدها الحوثيون، فإن المليشيات تحاول فرض سياج من السرية على هذه الحقائق، وهذا الأمر يُرجعه محللون إلى مخاوف المليشيات من انهيار الروح المعنوية لعناصرها.
لكن على الرغم من تكبد الحوثيين هذه الضربات، إلا أن المليشيات تواصل التصعيد العسكري في جبهة مأرب التي تحاول منذ مطلع فبراير الماضي، السيطرة عليها، لكنها محاولات تفشل أمام جهود رجال القبائل في مواجهة المليشيات.
ويبدو أن المليشيات الحوثية على استعداد كامل لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل السيطرة على محافظة مأرب، وذلك من أجل التحكم في حقول النفط ومصادرة الغاز المسال بما يمكن المليشيات من تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة.
وسبق أن أكد مسبقًا القيادي الحوثي محمد البخيتي أن المليشيات تهدف من وراء معركة مأرب السيطرة على النفط، فهو يعتبر أن الولايات المتحدة تحاصر السفن النفطية وبالتالي لا يوجد أي حل سوى الاستيلاء على مأرب.
ويحاول الحوثيون بشتى الطرق السيطرة على محافظة مأرب، وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية في المرحلة المقبلة، وذلك من أجل تحسين شروطهم التفاوضية، وكسب المزيد من النقاط على الأرض.