مليشيا الحوثي تتجاهل دعوات وقف التصعيد بإطلاق خامس صاروخ باليستي على مأرب
تواصل المليشيات الحوثية، التصعيد العسكري في محافظة مأرب التي تستميت من أجل السيطرة عليها للاستفادة من إيرادات النفط هناك، في وقت لا تتوقف فيه موجات الإدانة من قِبل المجتمع الدولي.
وأطلقت المليشيات الحوثية الإرهابية، قبل ساعات، صاروخًا باليستيًّا على مدينة مأرب، وقد استهدف القصف منطقة مأهولة للسكان، استكمالًا لسلسلة الهجمات التي تشنها المليشيات على هذا النحو.
وفيما يعتبر هذا الصاروخ الباليستي هو الخامس من نوعه منذ مطلع يونيو الجاري، لم تصدر أي معلومات عن حجم الخسائر والأضرار سواء بشريًّا أو ماديًّا، التي خلّفها هذا الاعتداء.
وكانت المليشيات قد شنت قبل أسبوعين، هجومًا بصاروخ باليستي على محطة وقود، تبعه هجوم بصاروخين باليستيين وطائرتين مسيرتين مفخختين على مسجد وسوق تجارية وإصلاحية للنساء، مع إطلاق صاروخ أيضًا على سيارات الاسعاف التي هرعت الى موقع القصف لنقل المصابين.
وأسقط هذان الهجومان الحوثيان، وراح نحو 31 قتيلًا بينهم أطفال، فضلًا عن إصابة أكثر من 30 آخرين، وصفت إصاباتهم بأنها "خطيرة".
وتشن الميليشيات الحوثية هجمات عنيفة على محافظة مأرب منذ فبراير الماضي، متجاهلة كافة الدعوات الدولية لوقفها والتحذيرات من الخطر الداهم الذي يهدد آلاف النازحين.
سياسيًّا، تزامن الهجوم الحوثي الأخير مع موجات إدانة متفاقمة ضد إصرار المليشيات على التصعيد العسكري، فقد جلسة عقدها مجلس الأمن قبل يومين، أكد المبعوث الأممي مارتن جريفيث أن انتهاكات وقف إطلاق النار تحدث بشكل يومي، مشددًا على أن استمرار خسارة الأرواح في محافظة مأرب أمر غير مقبول.
وأعرب جريفيث، الذي بصدد إنهاء حقبته في منصب "المبعوث" وذلك بحلول أول يوليو المقبل، عن أمله في "أن تؤتي جهود سلطنة عمان بعد زيارتين لصنعاء والرياض ثمارها"، ودعا أن تنتهي الحرب دون تأخير.
وخلال جلسة مجلس الأمن، أكدت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، السفيرة باربرا وودورد، أن ميليشيا الحوثي لا تتحلى بالشجاعة لقبول وقف إطلاق النار وتواصل هجماتها ضد المدنيين.
وعبّرت الدبلوماسية البريطانية، عن إدانة بلادها للهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية بشمل متواصل سواء في اليمن والتي تستهدف المدنيين بشكل مباشر وأيضًا ضد الأراضي السعودية، وتستهدف هي الأخرى أعيانًا مدنية.
بدوره، قال ممثل الولايات المتحدة جيفري ديلاورينتيس خلال الجلسة، إن الحوثيين يرفضون الانخراط بشكل هادف لوقف إطلاق النار أو اتخاذ خطوات لحل الصراع المستمر منذ سبع سنوات، وبدلًا من ذلك شنوا هجومًا مدمرًا على مأرب.
وصرح الدبلوماسي الأمريكي بأنّ تصلب الحوثيين ليس هو العائق الوحيد أمام السلام الدائم في اليمن، داعيًّا كذلك إلى تحسين الوضع المعيشي، مذكرًا بأن ما يقدر بنحو 20.7 مليون شخص يحتاجون حاليًا إلى المساعدة الإنسانية، وقال: "الطريقة الوحيدة لمعالجة هذا الوضع هي وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي شامل".
وقال مندوب الصين في المجلس جينج شوانج، إنه من المؤلم حقًا رؤية هذه المعاناة من جراء التصعيد، داعيًا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية لتسهيل عملية السلام في اليمن.
وأعرب عن القلق البالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين والنزوح في مأرب وتصعيد الأعمال العدائية مؤخرًا في الحديدة، مطالبًا بتجنب المزيد من الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك محطات الوقود والمناطق السكنية والمساجد.
وأشار إلى أن بلاده تدعم جهود دول الخليج لتخفيف حدة التوتر في المنطقة وتأمل أن يكون ذلك حافزًا لعملية السلام، مشددا على أنه يجب على المجتمع الدولي تقديم المساعدة من أجل إنقاذ الأرواح، وحث الحوثيين على السماح لفريق فني تابع للأمم المتحدة بالوصول إلى السفينة صافر للحفاظ على سلامة البيئة وممرات الشحن الدولية.
وقالت مندوبة فرنسا ناتالي برودورست، إن الحوثيين عليهم الانخراط في صناعة السلام، داعية المليشيات للتخلي عن الخيار العسكري ووقف الهجمات على مأرب وأراضي المملكة العربية السعودية.
وأشارت إلى أنه يجب على الحوثيين أيضًا التوقف عن تجنيد واستخدام الأطفال المقاتلين في مأرب ومنح الأمم المتحدة وصولاً فوريًا وغير مقيد إلى السفينة صافر، والتفاوض بشكل هادف نحو حل سياسي، بما يتضمن تنفيذ وقف إطلاق النار، وفتح الموانئ البحرية والجوية، والمشاركة الهادفة للنساء والشباب في العملية.
كما أعربت مندوبة المكسيك، عن قلقها إزاء الزيادة الكبيرة في الحاجة الى المساعدات الإنسانية في اليمن في ضوء الموارد المحدودة المتاحة للاستجابة الواسعة.
ودعت مليشيا الحوثي إلى وقف الأعمال العدائية فوراً ووقف نقل الأسلحة إلى أطراف النزاع، كما أعربت عن قلقها إزاء العقبات التي تحول دون وصول العمليات الإنسانية.
وأكد مندوب فيتنام دانج تشوي، إلى عدم وجود تغييرات كبيرة في عملية السلام في اليمن على الرغم من الجهود الدؤوبة والمرنة للمبعوث الأممي وأسلافه وفرقهم.
وقالت مندوبة النرويج منى جول، إن الحوثيين يتحملون مسؤولية ثقيلة للغاية إذا استمروا في تجاهل الأطراف المستعدة للسلام ورفض وقف إطلاق النار، واصفة هذ الأمر بأنه إجراء إنساني.
وشددت على أن هناك فرصة مواتية من أجل تحقيق السلام، مؤكدة استمرار بلادها في الدعوة لعملية سياسية شاملة تنخرط فيها جميع الأطراف، على أن تكون هذه المحادثات غير مشروطة.
عربيًّا، أدان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم، أمس الأربعاء، بالرياض، الهجمات التصعيدية التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على محافظة مأرب.
وجدد نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون، ترحيبه في البيان الختامي لهذا الاجتماع الدولي الـ 148، بمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ووقف النار من أجل العودة إلى المفاوضات بين أطراف النزاع.