جبهات الساحل الغربي تشتعل.. وتلويح أمريكي بمعاقبة الحوثيين
ضربات متتالية تكبدها الحوثيون على مدار الساعات الماضية، في محافظة الحديدة، في وقت تصر فيه المليشيات الإرهابية على التصعيد العسكري.
بدأت الأحداث بتصعيد عسكري شنه الحوثيون على مناطق سكنية في كيلو 16 ومدينة الصالح شرق الحديدة، وشمال غرب مدينة الدريهمي، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة.
وعلى الفور، تدخلت وحدات القوات المشتركة للتعامل مع مصادر نيران المليشيات الحوثية الإجرامية، ونجحت في إسكاتها.
ميدانيًّا أيضًا، لقي عدد من عناصر مليشيا الحوثي مصرعهم، فيما جرح آخرون، خلال محاولتهم تنفيذ عملية تسلل فاشلة لاختراق خطوط التماس في قطاع حيس جنوبي الحديدة.
وأفادت مصادر عسكرية، بأنّ مليشيا الحوثي استقدمت تعزيزات ومجاميع مسلحة من مناطق سيطرتها في مديرية جبل رأس ودفعت بهم باتجاه المناطق المحررة شرق مدينة حيس.
وأضافت المصادر أن القوات المشتركة تصدت للعناصر الحوثية المتسللة وأوقعت في صفوفها خسائر بشرية خلال الاشتباكات التي استمرت أكثر من ساعتين.
وأشار المصادر إلى أنّ مسلحي المليشيات التابعة لإيران الفارين من المواجهات وقعوا في فخاخ شبكة ألغام زرعها الحوثيين مسبقا، ولقوا حتفهم إثر انفجارها.
وفي مديرية التحيتا، تمكنت القوات المشتركة من إفشال تحركات تصعيدية نفذتها المليشيات الحوثية في منطقة الفازة، عبر استهداف مناطق سكنية.
وتعاملت وحدات تأمين منطقة الفازة وخطوط إمداد الجبهات، مع تجمعات وأطقم حوثية قادمة من جهة زبيد.
وفور تقدم العناصر الحوثية، باشرتها مدفعية القوات المشتركة بقصف مركز، نتج عنه مصرع وجرح عدد من عناصر المليشيات، وتدمير طقمين، فيما لاذ البقية بالفرار.
تصاعد وتيرة الأحداث عسكريًّا في الساحل الغربي يعني أن الأمور تتجه نحو المزيد من التعقيدات العسكرية على الأرض، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على الأوضاع السياسية، لا سيّما أن الفترة الراهنة تشهد حراكًا من أكثر من جبهة، سواء جهود الوساطة العمانية أو مساعي الإدارة الأمريكية التي تدفع نحو محاولة إحداث حلحلة سياسية على الأرض.
ومنذ تعيينه مبعوثًا خاصًا إلى اليمن في فبراير الماضي، يقود ليندركينج إلى جانب المبعوث الأممي مارتن جريفيث، مباحثات مكثفة للوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن، لكن تلك الجهود لم تثمر حتى الآن في إنجاز اتفاق لوقف الحرب.
وفيما يقف الحوثيون طرفًا معرقلًا لجهود التسوية السياسية، لجأت واشنطن إلى تكثيف وتيرة ضغوطها على المليشيات، حيث ألمحت الولايات المتحدة إلى إمكانية فرضها عقوبات جديدة على مسؤولين حوثيين وبعض الشخصيات الموالية لهم.
وأشارت مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى احتمال صدور قرارات إضافية من الخزانة الأمريكية خلال الفترة القادمة في حال عدم إستجابة الحوثيين الموالية لإيران، لدعوات وقف إطلاق النار ومبادرات السلام الهادفة إلى وضع حد للحرب.
وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية جيرالدين جريفيث، في تصريحات إعلامية، إن بلادها تبحث في سلك طرق إضافية من أجل الضغط على الحوثيين ودفعهم نحو طاولة المفاوضات.
وأوضحت أن هناك توجهًا أمريكيًّا جادًا لممارسة مزيد من الضغط على الجماعة الحوثية، في إطار المساعي الرامية، لإنجاز إتفاق حقيقي يتضمن وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في البلد التي تعاني من أوضاع إنسانية معقدة تهدد ملايين البشر من السكان.
وأشارت، إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن.
وعبّرت المتحدثة الأمريكية عن أسفها لمماطلة الحوثيين وعرقلتهم المسار السياسي في اليمن، مؤكدة أن هجمات المليشيات في مأرب غير مقبولة على الإطلاق.