110 آلاف إصابة في 3 أشهر.. الإهمال الحوثي يغذي تفشي الملاريا
فيما خلّفت الحرب الحوثية، أزمة صحية بالغة تخلّلها تفشي الكثير من الأوبئة، فإن مرض الملاريا يعتبر أحد الأمراض التي سجّلت حضورًا طاغيًّا، في ظل منظومة صحية شديدة الترهل، ممزوجة بإهمال واسع النطاق من قِبل المليشيات في التصدي لهذه الأزمات.
وعاود مرض الملاريا الانتشار بقوة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الإرهابية، إذ تم تسجيل أكثر من 110 آلاف إصابة بالمرض خلال أشهر أبريل ومايو ويونيو، وذلك وفق معلومات منسوبة إلى مصادر طبية تعمل في مناطق الحوثيين.
ومن المعروف أن مرض الملاريا ينتشر بشكل أكبر مع فترات سقوط الأمطار، وهو ما حدث بالفعل إذ تعرض مناطق خاضعة لسيطرة المليشيات لهطول أمطار مع انتشار البعوض الناقل للمرض بالتزامن مع إهمال حاد في منظومة النظافة، وهو ما سهّل انتشار المرض بشكل كبير.
وعلى وجه التحديد، لوحظ تفشي المرض بشكل كبير في مناطق إب وحجة وعمران والمحويت وريف صنعاء وذمار، وفق المصادر التي قالت إن هذه المناطق تحولت إلى مستنقعات لتفشي الأمراض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن شريحة الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل من أكثر الفئات إصابة بهذا المرض الفتاك، كما تقول الإحصاءات الأممية إن نحو 78% من السكان معرضون لخطر الإصابة بالملاريا الذي يقتل يقتل سنويًّا ما بين 15 و18 ألف حالة، ويصيب 1.5 و1.8 مليون شخص.
ووجِّهت اتهامات مباشرة للمليشيات الحوثية تحملها مسؤولية تفشي المرض، وذلك بسبب تدمير المنظومة الصحية بشكل كامل وإيقاف رواتب ومخصصات المستشفيات والمرافق الطبية، وسرقة مخصصات قطاع النظافة ومؤسسات المياه وبرامج مكافحة الأوبئة.
ولكونها محافظة ساحلية، فقد تصدرت الحديدة قائمة أكثر المناطق تسجيلًا للإصابات بالمرض، وذلك بسبب استيطان البعوض الناقل للعدوى قرب المياه.
وفي محافظة إب، سجّل الملاريا حضورًا كبيرًا بسبب النهب الحوثي المتواصل لمخصصات برامج وصناديق مكافحة الأوبئة والأمراض، علمًا بأن عددًا كبيرًا من هذه البرامج اضطر للتوقف عن العمل جرّاء الجرائم الحوثية.
كما أن آخر حملات الرش بالمبيد الحشري في محافظة إب ومديرياتها كانت قد نفذت مطلع 2014، وآنذاك استهدفت الحملات ست مديريات تضم 32 ألف منزل بمشاركة 580 عاملًا صحيًّا، لكن منذ ذلك الحين لم يتم الإعلان عن تنفيذ أي حملات في هذا الشأن.
هذا التردي الكبير في الأوضاع الصحية، فيما يتعلق بتفشي الأمراض، ناجم بشكل مباشر عن الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، وخلّفت أزمة إنسانية تصفها منظمات أممية بأنها الأبشع على مستوى العالم.
ويتعمد الحوثيون العمل على تضخيم الأزمات سواء الصحية أو غيرها، وذلك من أجل استغلالها في تحقيق أغراض خاصة بها عبر المتاجرة بأعباء السكان، وبالتالي تحقيق مكاسب سياسية، كما أنها تتذرع بهذه الأوضاع لتطلب مساعدات من قِبل المنظمات الإغاثية، لكن هذه المساعدات سرعان ما يطالها النهب الحوثي، وهو ما يفاقم المأساة.