سقطرى.. عام جديد من الانتصار
رأي المشهد العربي
تحل الذكرى السنوية الأولى لتحرير محافظة أرخبيل سقطرى من مليشيا الشرعية الإخوانية في أجواء ليست مختلفة، بالنظر لما يتعرض له الجنوب من استهداف من قِبل الاحتلال اليمني الساعي لمصادرة حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم.
قبل عام، تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من تسطير ملاحم بطولية أنجزت تطهير سقطرى من براثن الإهاب الإخواني، بعد سنوات من القمع والتنكيل لترسيخ احتلال الجزيرة الغنية بثروات ضخمة وضعتها الشرعية على أجندة الاستهداف.
تحرير سقطرى شارك فيه أبناءها، بداية من قوات مسلحة قدّمت الغالي والنفيس من أجل حسم المعركة، وشعب جنوبي تلاحم وراء قيادته، ونشطاء وسياسيين ومفكرين دعموا المعركة ووثقوا ضرورة حسمها.
عملية التحرير اقترنت بعملية التعمير، وهنا الإشادة واجبة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي لعبت دورًا لن ينساه التاريخ في إعادة إعمار المنشآت على كافة الأصعدة، سواء التعليمية أو الصحية أو الأمنية، وهو ما وضع سقطرى على الطريق الصحيح.
الجنوبيون حقّقوا نصرًا ملهمًا عسكريًّا، وطردوا المليشيات الإخوانية المحتلة كما يجب أن تُطرد، لكن وقائع الميدان كانت جولة من حربٍ، فصولها طويلة وأوجهها متعددة.
الشرعية تحاول بشتى السبل فرض سطوتها على سقطرى، باعتبارها ممرًا استراتيجيا يسعى تنظيم الإخوان لاستغلاله في تهريب العناصر الإرهابية من القرن الإفريقي، وتحديدًا الصومال، وإلحاق هذه العناصر ضمن مليشيا الشرعية، المعروفة زيفًا بـ"الجيش الوطني".
وإذا كانت الشرعية قد لُفظِت عسكريًّا من سقطرى، فهي لا تزال تتعرض لحرب من نوع آخر تقوم على تردي الخدمات، إذ تتعمد السلطة الإخوانية المحتلة لها إداريًّا، صناعة أكبر قدر من الأعباء والأزمات التي لا تُطاق.
اللافت هنا أن الإمارات لا تزال تخوض حربها من أجل إنقاذ الإنسانية، عبر تكثيف جهودها الإغاثية لمواطني الأرخبيل الذي يتكبد مواطنوه آثار جرائم الإخوان.
ولعل أحدث الجهود الإغاثية التي قدمتها الإمارات هي نقل آلاف الجرعات من لقاحات كورونا؛ تحصينًا وحماية لمواطني الأرخبيل من أن ينال منهم الفيروس المميت.
ذكرى النصر الكبير والملهم في سقطرى، تجدد عزيمة الجنوبيين ويلهب حماستهم ويعزز من قدرتهم على هزم التحديات والمؤامرات التي تنفذها الشرعية بغية ضرب الجنوب وقضيته، فالقوات المسلحة التي دحرت إرهاب الإخوان في سقطرى ستظل ركن الجنوب نحو فرض حالة كاملة من الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الوطن المسلوب.