تطوير القوات الجنوبية.. خطوة مهمة على طريق استعادة الدولة
أولى الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اهتماما فاعلا بتطوير قدرات القوات المسلحة الجنوبية، منذ عودته إلى العاصمة عدن، مطلع الشهر الماضي، واستهلها بالتعرف على أوضاع الجبهات الجنوبية في أكثر من محافظة واطلع على أوضاع القوات المتواجدة في نقاط تمركز مختلفة.
بدا واضحا أن الاهتمام بالقوات المسلحة يستهدف الارتقاء بمعدلات أدائها، وهو ما ظهر واضحا من خلال توجيهات الزُبيدي، اليوم الاثنين خلال استقباله عدد من القيادات العسكرية، باستكمال تأهيل وتدريب القوات المسلحة الجنوبية، وتطوير منظومة التدريب، لبناء جيش جنوبي صلب مُتسلح بالخبرات القتالية والعلم.
أشاد الرئيس الزُبيدي خلال الاجتماع بتحركات أفرع القوات المسلحة الجنوبية للدفاع عن مكتسبات الجنوب، وإنجازاته، ومواجهة المؤامرات على قضية الجنوب، واطلع على مستويات جاهزية القوات، وهو ما يؤكد على أن الانتقالي يؤمن بأهمية الدور الذي تقوم به في مواجهة المؤامرات التي تعرض لها الجنوب من قوى الشمال المحتلة.
لم يكن اهتمام الانتقالي بتطوير القوات المسلحة الجنوبية وليد اجتماع اليوم فقط، بل إن هذا التوجه أكدت عليه توصيات الدورة الرابعة للجمعية الوطنية التي اختتمت أعمالها قبل أيام، وشددت على تعزيز خبرات وتدريب القوات المسلحة الجنوبية، واكتساب المعارف العسكرية والأمنية، ودعت إلى إعداد دراسات وتصورات لتطوير القطاع العسكري والأمني، والتواصل مع التحالف العربي لدعم القوات المسلحة، وأجهزة الأمن، في مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب.
يدرك رئيس المجلس الانتقالي أن أحد أهم أركان تأسيس دولة الجنوب يكمن في وجود قوات مسلحة نظامية متطورة تعمل على تأمين إقامة الدولة وتحافظ على قوتها وتشكل حائط صد أمام أي عوامل تكون سببا في هشاشتها، تحديدا وأن الموقع الجغرافي للجنوب بالقرب من باب المندب يشكل دافعا مهمًا نحو توجيه كافة سبل الدعم لحماية المصالح الجنوبية والعربية أيضا.
كما أن القوة العسكرية الجنوبية ساهمت في أن يحظى المجلس الانتقالي باعتراف دولي باعتباره ممثلا عن شعب الجنوب، وشكلت التضحيات التي قدمها أبناء المحافظات الجنوبية سواء عبر التخلص من الإرهاب الحوثي في العام 2015، أو من خلال طرد المجاميع الإرهابية من العاصمة عدن في العام 2019، عاملا رئيسيا في أن يكون الانتقالي طرفا رئيسيا في اتفاق الرياض، ودعمت القوات المسلحة وصوله لأن يشكل حكومة مناصفة مع الشرعية الإخوانية.
وقفت القوات المسلحة الجنوبية حائط صد أمام محاولات فتح جبهة جديدة ضد الجنوب في محافظة الضالع بمواجهة المليشيات الحوثية، وعلى مدار ثلاث سنوات ماضية لم تتمكن المليشيات من إحداث تقدم يذكر، بل أنها تلقت هزائم عديدة قادت القوات الجنوبية للوصول إلى مشارف محافظة إب الواقعة تحت سيطرتها.
دعمت القوات الجنوبية ركائز دبلوماسية الجنوب وأثبت أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعد رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في معادلة الحل السياسي، وهو ما يحقق الهدف الرئيسي المتمثل في أن يكون الجنوب حاضرا في أي مفاوضات مستقبلية للحل الشامل تتضمن حل القضية الجنوبية وبناء دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة.