إهمال إخواني ينذر بانفجار أزمة صحية في تعز.. والأطباء يصرخون

الثلاثاء 22 يونيو 2021 13:37:47
testus -US

تسير الأوضاع الصحية في محافظة تعز، نحو مزيد من التؤزم إثر تهديدات تلاحق المستشفى اليمني السويدي للأمومة والطفولة بغلق أبوابه أمام آلاف المرضى، ما ينذر بأوضاع مأساوية، تتحمل مسؤوليتها الشرعية الإخوانية.

عدد من الأطباء والعاملين في الكوادر الصحية نظّموا وقفة احتجاجية تنديدًا بتدهور الأوضاع في المستشفى الذي بات مهددًا بالإغلاق في أي وقت، في ظل عدم القدرة على تسيير العمل وغياب أي إمكانيات نحو تقديم الخدمة الطبية.

وهددت الكوادر الطبية في المستشفى بالإضراب عن العمل، كونهم يعملون دون الحصول على مستحقات مالية منذ شهر يناير الماضي.

وتعززت المخاوف من الاضطرار لغلق المستشفى، باعتبار أن هذه المنشأة الطبية هي الوحيدة المتخصصة في الأمومة والطفولة، وتستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من المرضى من الأطفال بالمدينة والمديريات المجاورة، وقد كشفت إحصاءات رسمية أن عدد المترددين على المستشفى خلال العام الماضي فقط 269 ألف حالة.

وحمل المحتجون، الذين احتشدوا أمام أمام مبنى السلطة المحلية في شارع جمال وسط مدينة تعز، الشرعية والسلطة الإخوانية مسؤولية توقف المستشفى في حال اتخاذ الإدارة قرار الإضراب الشامل عن العمل.

وأظهرت صور متداولة للفعالية، أن المحتجين رفعوا لافتات تطالب الشرعية الإخوانية توفير البدائل لحل الإشكاليات العالقة أمام تقديم الخدمات الصحية لأطفال المدينة، وذلك بعد انسحاب منظمة أطباء بلا حدود.

منظمة أطباء بلا حدود كانت قد أعلنت في منتصف يناير الماضي، انتهاء دعمها الإنساني للمستشفى السويدي للطفولة خلال النصف الأول من هذا العام.

وكانت المنظمة الدولية، تدعم المستشفى بالوقود للمولدات وبالأدوية ومواد التعقيم إضافة إلى منح الحوافز للكوادر الطبية العاملة في المستشفى، علمًا بأن نشطاء محللين حمّلوا مليشيا الإخوان مسؤولية توقف التمويل بفعل ارتكاب عديد الاعتداءات ضد القطاع الصحي.

ومنذ وقف تمويل المستشفى، لو تولِ السلطة الإخوانية في تعز أي اهتمام بتحويل مخصصات مالية لتمكين المستشفى من مواصلة العمل، فيما وُصف بإهمال متعمد يستهدف إحداث حالة من التردي المعيشي في المحافظة، على غرار التردي الحاد في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.

ولا تقتصر المعاناة في مستشفى الأمومة والطفولة في تعز، فبشكل عام تسود أوضاع كارثية على القطاع الصحي، وتشهد المستشفيات العامة ترديًا هائلًا في تقدم الخدمة سواء فيما يتعلق بنقص الأدوية أو خروجها عن الخدمة.

كما أن هجرة أعداد من الأطباء ساهمت في تردي الأزمة، إذ تسببت الاعتداءات الخوانية على المستشفيات، وبخاصة مستشفى الثورة، إلى إجبار أعداد كبيرة من الأطباء لترك العمل ومغادرة مناطقهم بشكل كامل، وهو ما أحدث أزمة نقص حادة في أعداد العاملين في الكوادر الطبية.

فخلال الفترة من 2018 إلى 2020، وثّقت منظمة أطباء بلا حدود ارتكاب ما لا يقل عن 40 اعتداء عنيفًا ضد مستشفى الثورة العام الذي تدعمه المنظّمة في تعز.

وأدت هذه الاعتداءات والهجمات والمسلحة ضد المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة في تعز إلى الحد من قدرتها على تقديم الرعاية الطبية الفعّالة للسكان، لا سيّما أن من بين الانتهاكات عمليات إطلاق نار داخل المباني الصحية أو بالقرب منها.

فعلى صعيد إطلاق النار، أصيبت مباني المستشفيات ومرافقها أكثر من 15 مرة بنيران الأسلحة الصغيرة والقصف، ووقعت نحو عشر حوادث تعرّض فيها الطاقم الطبي للمضايقة والهجوم، وهو ما أدى إلى صناعة بيئة غير آمنة أمام عمل المستشفيات.