دماء الحوثيين في مأرب توثّق حجم انكسار المليشيات رغم التصعيد المتواصل
تكبدت المليشيات الحوثية خسائر ضخمة في جبهة مأرب منذ أن شنّت اعتداءاتها هناك، في وقت تحاول تعويض هذه الضربات التي تتعرض لها بالعمل على التوسع في التجنيد القسري.
فمنذ إطلاق الحوثيين عملية عسكرية موسعة للسيطرة على مأرب في فبراير الماضي، فقدت المليشيات أكثر من سبعة آلاف عنصر على الأقل، بينهم قيادات بارزة مثَّل مقتلهم ضربة قوية للحوثيين لما يلعبونه من دور مهم في رسم الخطط العسكرية على الأرض.
وأمس الثلاثاء، قتل 30 عنصرًا حوثيًّا وأصيب العشرات، في مواجهات حامية اندلعت في جبهة مأرب، وتحديدًا في مديرية رغوان شمال غربي المحافظة الغنية بحقول النفط.
وتكبدت المليشيات الحوثية خسائر ضخمة في العتاد والأرواح بعد أن حاولت التقدم في وادي الجفرة ووادي حلحلان، وقد اشتدت حدة المواجهات في الساعات الماضية، ولعب خلالها رجال القبائل دورًا مهمًا في تكبيد الحوثيين هذه الخسائر.
ميدانيًّا أيضًا، اندلعت مواجعات عنيفة يومي الأحد والاثنين، على إثر محاولات حوثية للتمدد في جبهتي صرواح والمشجح، لكن المواجهات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيات، بينما لاذ من بقي بالفرار.
وخسرت المليشيات الحوثية خلال اليومين، العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح في معارك وضربات جوية لطيران التحالف العربي، شهدتها الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمحافظة مأرب.
وشنّت مقاتلات التحالف العربي، قصفًا بعدة غارات عدة على تعزيزات وآليات للمليشيات الحوثية الإرهابية في جبهة المشجح ودمرت ثلاث عربات وقتلت من كانوا على متنها.
يأتي هذا فيما عرضت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، هذا الأسبوع، صورًا تُظهر مراسم تشييع العشرات من قتلى المليشيات بعدما لقوا حتفهم خلال محاولتهم الهجوم على مأرب.
ورغم كل هذه الخسائر والضربات المتتالية، إلا أن المليشيات الحوثية تصر على التصعيد العسكري، وتعمل على تصعيد وتيرة عملياتها في الهجوم على مأرب، بغية السيطرة على آخر محافظة تخضع لسيطرة الشرعية التي لا تولي بدورها أي اهتمام للحرب على المليشيات.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على حقول النفط والخام في مأرب، وتحاول المليشيات فرض سطوتها على هذه الرقعة الجغرافية المهمة لضمان حصولها على مورد مالي كبير يغذي خزينتها الحربية باعتبار المحافظة مصدرًا وحيدًا للغاز، وتضم أهم محطات الطاقة الكهربائية الغازية، فضلًا عن حقول نفطية مهمة.
إلى جانب ذلك، فإن المليشيات الحوثية تحاول توظيف جبهة مأرب كورقة ضغط على المجتمع الدولي، بأن تشترط الحصول على مكاسب سياسية مقابل وقف التصعيد في المحافظة التي تؤوي أعدادًا كبيرة من النازحين ويُخشى من كارثة إنسانية هناك إذا ما ساءت الأمور أكثر.