الجنوب يضرب مؤامرة الشرعية بمداهمة أوكار القاعدة في حضرموت
تواصل الأجهزة الأمنية الجنوبية جهودها الدؤوبة للعمل على تحصين الوطن من إرهاب تنظيم القاعدة، الذي تغذيه مليشيا الشرعية الإخوانية، بعدما وضعت "الأخيرة" ضرب الجنوب أمنيًّا على رأس أجندتها الخبيثة.
ففي محافظة حضرموت، داهمت قوات النخبة الحضرمية، أوكارًا لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية غيل باوزير.
وأسفرت العملية النوعية التي تم تنفيذها يوم الثلاثاء ولاقت ردود أفعال شعبية مرحبة على صعيد واسع، عن ضبط أسلحة ومتفجرات لعناصر تنظيم القاعدة في مزارع ومنازل مهجورة في غيل باوزير.
يأتي هذا فيما قالت مصادر عسكرية إن عناصر تنظيم القاعدة، التي تعمل بتنسيق مباشر مع مليشيا الشرعية، كانت تجهز نفسها لشن هجمات إرهابية جديدة ضد الأجهزة الأمنية في حضرموت.
من جانبه، قال العقيد هاني باشكيل مدير أمن مديرية غيل باوزير إنّه تمت مداهمة أوكار تنظيم القاعدة بعد تعقب العناصر وفقًا لمعلومات استخبارتية دقيقة أفادت بوجود تحركات مشبوهة في مناطق مختلفة.
وأوضح مدير الأمن، في تصريحات إعلامية، أن العملية حققت أهدافها على أكمل وجه وأنها تأتي في سياق الحفاظ على أمن مديرية غيل باوزير.
في سياق متصل، نشر المقدم محمد النقيب الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية صورًا تُظهر آثار مداهمة أوكار الإرهابيين في غيل باوزير، وقد تبين أن هذه الأوكار تقع في مناطق مهجورة نائية.
وقال المتحدث العسكري إن قوات النخبة الحضرمية تواصل تدمير أوكار ومخابئ العناصر الإرهابية عبر تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت أوكار تنظيم القاعدة الإرهابي في غيل باوزير، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار تنفيذ المهام والواجبات المناطة بها في الحفاظ على أمن وسلامة المواطن واجتثاث الإرهاب.
الجهود العسكرية في استئصال خطر القاعدة هي ترجمة فعلية للوعد الذي قطعته القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، بأن الجنوب عازم على خوض معركة تحرير الأرض من العناصر الإرهابية حتى نهايتها.
ويبدو أن المرحلة المقبلة في حاجة إلى مزيد من الجهود العسكرية التي تستهدف ضرب مواقع تنظيم القاعدة، وذلك بعدما سجّلت حضورًا متصاعدًا ضمن مؤامرة إخوانية خبيثة قامت على الزج بهذه العناصر الإرهابية لتهديد أمن الجنوب بخطر الإرهاب المتفاقم.
وعلى وجه التحديد، دفعت محافظتا شبوة وأبين الثمن الأكبر من جرّاء انتشار عناصر تنظيم القاعدة، لا سيّما بعدما نفّذت مليشيا الشرعية - ولا تزال - عمليات تحشيد كبيرة للزج بهذه العناصر صوب الجنوب بما يمهد لحرب مفتوحة يحاول من خلال تنظيم الإخوان فرض احتلاله على الجنوب عسكريًّا، ومن ثم يفرض سلطة أمر واقع تتضمن إجهازًا على القضية الجنوبية.
وفي عدوانها على الجنوب، توظف الشرعية عناصر القاعدة مستغلة العلاقات القوية التي تجمع بين الإخوان والقاعدة، لا سيما الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي لعب دورًا رئيسيًّا في تأسيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
كما أسهم زعيم حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني، بأفكاره في تأسيس فرع تنظيم القاعدة ودعم وجوده في اليمن، كما ظهر في صور عديدة إلى جانب زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، حاملًا بندقيته، كما أنه وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، المرشد الروحي لابن لادن، فضلًا عن وجود علاقات تعاون بينهما.
التنسيق بين الإخوان والقاعدة أكده زعيم التنظيم في جزيرة العرب المدعو أكد قاسم الريمي، إذ قال في خطاب له يعود إلى مارس 2017، أن التنظيم يتعاون مع عديد من الأطراف الفاعلة في الساحة، وخصَّ بالذكر حزب الإصلاح الإخواني.
هذا التحالف يبن الفصيلين الإرهابيين تجلّى أيضًا في هجوم إرهابي نفّذه تنظيم القاعدة الإرهابي في مدينة أبين ضد القوات المسلحة الجنوبية عام 2019، وقد احتفى به تنظيم الإخوان بشكل ملحوظ بل اعتبره نصرًا حقّقها ما يُسمى "الجيش الوطني"، وذلك في إشارة إلى حجم تقاطع المصالح بين الجانبين تجاه العدوان على الجنوب.
الأكثر من ذلك أن "القاعدة" كان قد نشر لقطات مسجلة أظهرت مشاركة عناصر التنظيم إلى جانب قوات مليشيا الشرعية، في شن هجمات إرهابية ضد القوات الجنوبية في محافظة شبوة قبل عامين.
علاقات الشرعية الإخوانية بتنظيم القاعدة لا تزال تُترجم في عمليات تحشيد صوب محافظتي شبوة وأبين في خطوات متكررة يُنظر إليها بأنها تمهد لشن حرب عدائية شاملة ضد الجنوب في وقت قريب، في محاولة لإشعال جبهة قتال جديدة، تفتح بابًا أمام هذه العناصر الإرهابية لدخول العاصمة عدن، ومن ثم تقويض أمنها واستقرارها.
إزاء هذه التهديدات، فإن الجنوبيين يعولون على القوات المسلحة الجنوبية لتكرار انتصارها على التنظيمات الإرهابية الذي تحقّق في السنوات القليلة الماضية، وإجهاض مساعي الشرعية الإخوانية لإعطاء قبلة الحياة للتنظيمات الإرهابية وإعادة ظهور معسكراتها في الجنوب من جديد.