جرائم الإخوان في شبوة.. اعتداءات قمعية توثق إرهاب الشرعية

الأربعاء 23 يونيو 2021 17:49:14
testus -US

وسَّعت مليشيا الشرعية الإخوانية، من دائرة انتهاكاتها في محافظة شبوة، عبر ارتكاب جرائم اختطاف تشمل مسؤولين جنوبيين أو مواطنين أو رجال النخبة الشبوانية، ضمن سياسة ينتهجها حزب الإصلاح، تستهدف إحداث حالة من القمع والترهيب بما يغذي نفوذ الاحتلال الإخواني الإداري في المحافظة الغنية بثروة نفطية ضخمة.

في أحدث الجرائم الإخوانية، أقدمت مليشيا الشرعية على اختطاف عضو الجمعية الوطنية الجنوبية أحمد ناصر الهيج العولقي رفقة عدد من الشباب، أثناء قدومهم من العاصمة عدن، لحضور فعالية تشهدها منطقة عبدان؛ تنديدًا تواجد مليشيا الشرعية الإخوانية في شبوة.

ونشرت مليشيا الشرعية الكثير من العناصر المسلحة التي ترتكب جرائم اختطاف وتقطع للمسافرين بين عدن والمكلا.

جريمة اختطاف العولقي والمرافقين له تُضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنّتها مليشيا الشرعية، وهي جرائم زادت حدتها خلال الأيام الأخيرة، تعبيرًا عن مخطط إخواني يستهدف الجنوب سواء مواطنيه أو سياسييه أو أجهزته الأمنية، بما يخدم تمدد نفوذ الاحتلال الإخواني في الجنوب.

على صعيد الانتهاكات ضد رجال المجلس الانتقالي، كانت مليشيا الشرعية الإخوانية قد اعتقلت رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي بمديرية عتق ثابت عبد الله الخليفي، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.

ثابت الخليفي اعتقل للمرة الأولى وظل مدة 88 يومًا، ثم أعيد اعتقاله لمدة 11 يومًا، علمًا بأنه دائمًا لا تُوجَّه أي اتهامات لمن يتم اعتقالهم في الأساس.

كما اعتقلت عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية شخصين من أبناء محافظة حضرموت، أحدهما قيادي في المقاومة الجنوبية، خلال مرورهما بنقطة الخبية في مديرية رضوم بمحافظة شبوة.

واقتادت العناصر الإخوانية، حسن بن حسن الطفي القيادي بالمقاومة وحسين بن حمزة، إلى جهة مجهولة كما تمت مصادرة سيارتهما، بعد اعتراض طريق رحلتهما من العاصمة عدن إلى مدينة المكلا.

واختطفت قوات النجدة التابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية في شبوة، موظفًا حكوميًا من منزله بمدينة عتق.

وأفادت مصادر محلية بأنّ عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية حاصرت منزل المواطن علي محمد ثابت الخليفي، قبل أن تقتاده إلى جهة مجهولة، واختطفته لإجباره على تسليم سجلات ووثائق أملاك تخص بعض المواطنين.

وشنت مليشيا الشرعية الإخوانية أيضًا حملة اعتقالات طالت العشرات من قبيلة آل علي بافقير بينهم أحمد سعيد سليمان ومحمد أحمد سعيد ويوسف محمد ناصر ومحسن صالح الحميد ومحمد صالح الحميد ومحمد صالح عمر.

ونشرت مليشيا الشرعية عناصر مسلحة على الطرق الرئيسية بمدينة عزان، ونفّذت عمليات تفتيش على نطاق واسع تخلّلتها عمليات اعتقال قمعية.

وبدأت وتيرة الأحداث تتصاعد مع إطلاق ألعاب نارية في حفل زواج، فتدخلت أطقم عسكرية تابعة للإخوان بدخول المنطقة وتصدى لهم الشباب، ثم اندلعت مشادات مع القوة العسكرية الإخوانية التي استقدمت تعزيزات كبيرة لقمع المواطنين.

جريمة إخوانية أخرى تمثّلت في إقدام مليشيا الشرعية على اعتقال القيادي البارز في المقاومة الجنوبية غالب سعيد الحارثي، أثناء تواجده مع اثنين من مرافقيه هما صالح حسين شليل الحارثي، وغالب أحمد شبثان شليل الحارثي، واقتادته إلى جهة مجهولة، وأطلقت سراح مرافقيه.

وكان أبناء قبيلة بلحارث بقيادة بن شليل الحارثي، قد تمكنوا من السيطرة على موقع رقابة حقل جنة النفطي، واستولوا على مدرعات وأطقم تابعة لمليشيا الشرعية، عقب مواجهات مُحتدِمة على خلفية مقتل أحد أبناء القبيلة ويُدعى مسفر الحارثي.

وركزت السلطة الإخوانية في شبوة على إتباع سياسات عدائية ضد أبناء القبائل لا سيما قبائل بلحارث التي تضم قيادات في المقاومة الجنوبية، وسبق أن أصدر المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو في أواخر العام الماضي، تعميمًا بملاحقة عدد من أبناء القبيلة.

كما اختطفت عناصر الأمن المركزي التابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية، 35 جنديًا من لواء بارشيد في شبوة.

وكان المختطفون متجهين من المكلا صوب العاصمة عدن لقضاء إجازة مستحقة لهم وسط أسرهم، لكن تم اعتقالهم والتقطع لهم في شبوة بطريقة مناطقية.

تفاقم الجرائم الإخوانية ضد الجنوبيين في محافظة شبوة مرتبط بأن مليشيا الشرعية تحاول قمع المواطنين وترهيبهم، بما يمنع ويجهض أي تحركات معارضة للمليشيات الإرهابية، بما يهدد نفوذها المحتل للجنوب.

وتتنوع الجرائم الإخوانية، بين اعتقالات ومداهمات وتعذيب وعمليات تصفية وتهجير قسري واختطاف للأطفال، مع نشر الكثير من السجون السرية في شبوة تشرف عليها عناصر أمنية نافذة في مليشيا الشرعية، كما دأبت المليشيات الإخوانية على نهب الممتلكات العامّة والخاصة، وصولاً إلى تجريف المؤسسات والقطاعات.

وتركز المليشيات الإخوانية على استهداف السياسيين والإعلاميين والنشطاء وذلك من أجل إسكات الأصوات التي تفضح وتوثّق حجم الجرائم التي ترتكبها المليشيات التابعة للشرعية منذ اجتياحها لمحافظة شبوة، والعمل على تطبيق منهج قمعي وإتباع سياسة عدائية ضد خصوم الإخوان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مليشيا الشرعية تعمد من خلال اختطاف رجال المجلس الانتقالي إلى محاولة استفزاز القيادة الجنوبية، والعمل على جرها نحو مواجهة مسلحة تجدها المليشيات الإخوانية ذريعة لتمديد نفوذها في الجنوب.

ولم تفلح مليشيا الشرعية في تحقيق المساعي التي وضعتها على أجندتها المعادية للجنوب، ولم تنجح في قمع الجنوبيين أو مواجهتهم للعدوان الإخواني،والأكثر من ذلك أن قنبلة الخوف التي حاولت الشرعية تفجيرها في وجه الجنوبيين جاءت بنتائج عكسية تمامًا، وتجلّى ذلك واضحًا في حجم الصمود الجنوبي في وجه الإخوان سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو حتى شعبيًّا.

وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد بعث برسالة شديدة الوضوح،مفادها أن الجنوب لن يصمت على الاعتداءات التي تشنها مليشيا الشرعية الإخوانية ضد الجنوبيين في محافظة شبوة.

ففي لقائه مع أعضاء الجمعية الوطنية من أبناء محافظة شبوة الذين شاركوا في الدورة الرابعة للجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي، توعد الرئيس الزُبيدي السلطات العسكرية والأمنية بشبوة بالرد على حملات القمع ضد أبناء المحافظة ومنتسبي قوات النخبة الشبوانية.

وقال الرئيس إن المجلس الانتقالي لن يسكت عن جرائم القتل والاغتيالات والاعتقالات التعسفية التي تطال أبناء المحافظة، متهمًا مليشيا الإخوان بالوقوف وراء الانتشار الواسع لعناصر الإرهاب لاستهداف منتسبي قوات النخبة.

رسالة الرئيس الزُبيدي حملت تأكيدات واضحة بأن الجرائم الإخوانية المتواصلة لم تنجح في النيل من الجنوب وقضيته، والأكثر من ذلك أن هو توعد القيادة الجنوبية بالرد على هذه الاعتداءات، وأن مليشيا الشرعية ستدفع ثمنها.