انتصار الجنوب على الإرهاب.. من المواجهة إلى الاجتثاث

الأربعاء 23 يونيو 2021 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

أحدثت النجاحات الكبيرة التي حققها الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تغييرات ضخمة في معادلة مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أن عانى الجنوب لفترات طويلة من الوقوع فريسة للتنظيمات المتطرفة.

قبل تأسيس المجلس الانتقالي ـ منذ نحو أربعة أعوام وشهرين ـ كان الجنوب يتعرض لضربات مؤلمة من قِبل التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم القاعدة، لكن القيادة الجنوبية عظّمت من قدرات القوات المسلحة الجنوبية فباتت قادرة على توجيه ضربات قوية لهذه الفصائل.

ومثَّلت مداهمة أوكار تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في مديرية غيل باوزير أحدث النجاحات التي حقّقتها القوات المسلحة الجنوبية في معركتها لاجتثاث الإرهاب من كافة أرجاء الجنوب.

ويعتزم الجنوب خوض معركة مكافحة الإرهاب حتى نهايتها، وهو ما أكّده المسؤولون الجنوبيون بدءًا من الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في أكثر من مناسبة، وهو ما يبعث برسالة طمأنة للمواطنين بأن الانتصارات التي تحقّقت قبل سنوات وقادت إلى استئصال خطر العناصر الإرهابية من الجنوب، ستتحقق من جديد.

إن تمكن القوات المسلحة الجنوبية من تثبيت دعائم الأمن والاستقرار والقضاء على خطر العناصر الإرهابية من شأنه وضع لبنة رئيسية على طريق استعادة الدولة، وذلك من خلال تحقيق حالة من الاستقرار الأمني والمجتمعي الشامل.

ويبقى العامل الرئيسي في هذا التوجه الجنوبي، هو أن الرسالة تصل واضحة إلى المجتمع الدولي، حول حجم الجهود التي يبذلها الجنوب في إطار محاربته للإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبالتالي فإن المقابل يجب أن يكون مراعاة الشعب الجنوبي وتطلعاته نحو تقرير مصيره واستعادة دولته.

في المقابل، فإن غض الطرف عن القضية الجنوبية وإهمالها وعدم حلها أمرٌ يدق ناقوس خطر كبيرًا، بالنظر إلى أن الجنوب سيظل مسرحًا لانتشار عناصر التنظيمات الإرهابية التي تحشدها مليشيا الشرعية الإخوانية، على أرض الجنوب بشكل متواصل.

ولا يمثل انتشار هذه العناصر الإرهابية تهديدًا أمنيًّا للجنوب وحده، لكن الأمر يشمل تهديدات على نطاق أوسع لتشمل المنطقة برمتها، ما ينذر بالقضاء على معالم الاستقرار في المنطقة بشكل كبير بالإضافة إلى تهديد مصالح الغرب في هذا الإقليم الملتهب بالأزمات السياسية والأمنية.

وتفاديًّا لهذا الخطر، فإن المجتمع الدولي عليه التوقف عن "إهمال" القضية الجنوبية، وبات ملزمًا بالعمل على مراعاة تطلعات الشعب، باعتبار أن حل هذه القضية يمثل اللبنة الأولى لتحقيق الاستقرار في المنطقة كلها.