ندوة الانتقالي الدولية.. الجنوب يُطلع العالم على واقع الحرب ورغبة السلام
يولي المجلس الانتقالي الجنوبي، اهتمامًا بالغًا بالعمل الدبلوماسي الذي يلعب دورًا رئيسيًّا إحداث نقلة نوعية لمسار القضية الجنوبية، كونه يمنحها أبعادًا دولية أكبر، وذلك من خلال إظهار حجم الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب سواء أمنيًّا أو معيشيًّا.
فعلى هامش انعقاد الدورة 47 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نظَّم المكتب الأوروبي للإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي ندوة حقوقية بعنوان "موائمة مضامين اتفاق الرياض مع قضايا حقوق الإنسان في الجنوب".
وأدار الندوة الإعلامي أوسان بن سدة المنسق الإعلامي في مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي في بريطانيا، وذلك بحضور ممثلي عدد من المنظمات الدولية والعربية، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى وسائل إعلام دولية حرصت على تغطية الندوة.
وقال بيان صادر عن المجلس الانتقالي، اطلع عليه "المشهد العربي"، إن الندوة تحدّث خلالها عمرو علي البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، الممثل الخاص للرئيس القائد عيدروس الزبيدي للشؤون الخارجية، والمحامية نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس الجمعية الوطنية، المسؤولة عن ملف الحقوق والحريات في المجلس، والمستشار عبد الرحمن المسيبلي عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الإنتقالي، مسؤول الملف الحقوقي في متابعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والدكتور سالم الشبحي رئيس لجنة الصحة والبيئة بالجمعية الوطنية.
كلمة عمرو البيض تطرقت إلى مآلات توقيع المجلس الانتقالي على اتفاق الرياض وما تستهدفه مضامينه من استعادة لحقوق المواطنين والتصدي للأزمات المعيشية ورفع معاناة الحياة عن المواطنين، قائلًا إن هذه المآلات تدفع الحل السياسي الذي هو حق من حقوق المواطنين في الجنوب.
وأكد البيض، أن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، يعير جلّ اهتمامه لضمان توفير الخدمات للمواطنين وتجنيب اخضاعها لأي ابتزاز سياسي.
بدورها، تحدثت المحامية نيران سوقي عن معاناة شعب الجنوب جراء تدهور حياته المعيشية، وتخلي حكومة المناصفة حتى الآن عن التزاماتها المتفق عليها في اتفاق الرياض، وقالت إنّ القوى المعادية للجنوب ترتكب انتهاكات يومية منها الاعتقالات والاستفزازات لقيادات المجلس الانتقالي في شبوة وحضرموت.
وأشارت نيران، إلى أن هذه القوى المعادية تواصل حشودها العسكرية نحو مدينة شقرة بهدف توتير الأوضاع وتهديد أمن وسلم المنطقة، مؤكدة أن خيار الجنوبيين إما النصر أو الموت.
في سياق متصل، أكد المستشار عبد الرحمن المسيبلي أن الشرعية تحول دون تمكين ضحايا الانتهاكات من التقدم ببلاغات وشكاوى عبر الآليات الدولية، برفضها الانضمام إلى الصكوك الدولية التي تمنح هذا الحق للضحايا وأسرهم ومنظماتهم الإنسانية، داعيا الضحايا وأسرهم إلى عدم الخنوع لذلك الحرمان، والقيام بتكثيف رفع بلاغاتهم الى الآليات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية.
الدكتور سالم الشبحي تطرق في مداخلته للأوضاع الصحية في الجنوب، وما تعانية من تدهور جراء عدم اهتمام الحكومة بها، مبينًا حالة المستشفيات المزدرئة ووضع الطاقم الطبي والصحي في ظل مجابهته لجائحة كوفيد - 19 والذي راح ضحيتها العديد من الأطباء والصحيين لعدم توفر أبسط إمكانيات مجابهة هذه الجائحة الخطيرة، معتبرا ذلك جرائم قتل بحق زملاء المهنة.
هذا الحراك الدبلوماسي يعبر عن حجم الاهتمام الذي يوليه المجلس الانتقالي للعمل على الانطلاق بالقضية الجنوبية في الأجواء الدولية، ومخاطبة المنظمات العالمية بحجم الأزمات التي يعاني منها الجنوبيون، وهي نابعة بشكل رئيسي من الممارسات العدائية التي تنتهجا الشرعية ضد الجنوب.
ومن الأهمية بمكان أن يفند المجلس الانتقالي واقع الأزمات التي يعاني منها الجنوب، أملًا في ضغوط تُمارَس من قبل القوى الدولية، دفعًا - أولًا - نحو إلزام الشرعية بوقف سياساتها العدائية ضد الجنوب والتي تقوم على تصعيد عسكري وتحشيد إرهابي وإثارة للأزمات المعيشية عبر إشعال حرب خدمات تخلِّف الكثير من الأعباء على المواطنين.
في الوقت نفسه، فإن المجلس الانتقالي عبر هذه الفعاليات يخاطب المجتمع الدولي للاستماع إلى أصوات الجنوبيين الذين ينادون باستعادة دولتهم، بما يعني ضرورة وضع هذه التطلعات من قِبل المواطنين ضمن أجندة الحل السياسي الشامل، وأن يُمنَح الجنوبيون تحديد مصيرهم بأنفسهم.
كما أن المجلس الانتقالي، وهو يجدِّد أمام المجتمع الدولي التزامه بمسار اتفاق الرياض، فهو يبعث برسالة شديدة الوضوح بحرصه على تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة مضطربة ومليئة بالأزمات الملتهبة، وهذا الأمر يعلي من شأن الجنوب سياسيًّا باعتباره يعمل على تغليب الحل السياسي والدبلوماسية الهادئة في مواجهة أي خلافات.