المليشيات تخنق معارضيها.. اعتقالات حوثية تحاصر أتباع حركة الدعوة والتبليغ
تنفذ المليشيات الحوثية سياسات طائفية مذهبية، تتضمن ممارسة تضييقات على كافة الأفكار والمذاهب المعارضة لتوجهات المليشيات المدعومة من إيران.
ونال أتباع جماعة الدعوة والتبليغ حصة واسعة من التضييقات والاعتداءات والانتهاكات من قِبل المليشيات الحوثية، التي تعمل على تضييق المجال أمام الحريات الدينية والمذهبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وشنت المليشيات الحوثية، خلال الأسبوعين الماضية، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من المنتمين لتلك الجماعة في صنعاء وريفها وذمار وإب وتعز والمحويت وعمران والمحويت والحديدة.
وأسفرت الحملات الحوثية عن اعتقال 150 شخصًا من أتباع هذه الجماعة، تم الزج بهم بسجون سرية، وذلك في مسعى من المليشيات لوقف تحركات أتباع هذه الحركة، التي تقتصر على الأعمال الدعوية في المساجد.
ودائمًا ما يرفض أتباع الدعوة والتبليغ، ضغوط ومطالب الحوثيين، فترد المليشيات على ذلك بإصدار تعميمات تحض فيها على تعقبهم ووقف كل تحركاتهم في جميع القرى والمدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتستهدف المليشيات الحوثية، إجبار أتباع هذه الجماعة، على لترك الخوض في الأمور الدينية والاكتفاء بمساندتها في عملية التحشيد والتعبئة العامة بكل القرى والمناطق التي يزورونها من أجل رفد جبهاتها القتالية بعناصر إضافية.
وجماعة الدعوة والتبليغ أسسها الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، ومركزها في مدينة دلهي الهندية، وتقوم هذه الجماعة على تبليغ من لم يتم إبلاغه بالدعوة ومحاولة إدخاله في الإسلام، وأيضًا وعظ من تصفهم بالمتساهلين من المسلمين إلى الصلاة كونها عماد الدين.
وبحكم قرار صادر عن حكومة الحوثيين غير المعترف بها، فإن جماعة الدعوة والتبليغ ممنوعة من عقد محاضرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقد اتخذت المليشيات هذه الخطوة نهاية العام الماضي، وأرجعتها إلى رفض الجماعة الدعاء على الولايات المتحدة وإسرائيل.
التضييقات الحوثية لا تقتصر على جماعة الدعوة والتبليغ، فأي حركات أو جماعات لا توالي مذهب المليشيات تكون عرضة لاستهداف متواصل من قِبل المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، التي تحاول فرض مشروعها طائفيًّا في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومنذ ظهور الحوثيين، تنشر المليشيات مظاهر الندب واللطم وطقوس وعادات شيعية حسينية كتلك التي يمارسها أتباع المذهب الاثني عشري (الجعفري) في إيران والعراق، وتظهر الكثير من اللقطات توسع الحوثيين في إلزام عديد الفئات لا سيّما الشباب والأطفال على إجراء هذه الممارسات، لضمان ولاء الأجيال الجديدة لصالح المليشيات.
وضمن هذه الحرب الشعواء، فإن المليشيات الحوثية تشن حربًا طائفية ضد المساجد ومراكز الحديث ومدارس القرآن الكريم في اليمن، وتفرض خطباء وأئمة ينتمون إلى الجناح الديني المتطرف داخل الجماعة لتكريس الطائفية في المجتمع وحوثنة الخطاب الديني .
كما أن المليشيات انتهجت أساليب تفجير المساجد ودور العبادة والحديث، واعتقال أئمة المساجد الدعاة، وإحراق المكاتب الدينية في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها، لتفرض معتقداتها التكفيرية ضد الآخر.