نبيل القعيطي.. الانتقالي يؤبن حامل لواء الحقيقة ويتعهد بالقصاص له
لم يكن التعهد الذي قطعه المجلس الانتقالي الجنوبي في فعالية تأبين الصحفي الشهيد نبيل حسن القعيطي بأن ينال القتلة جزاءهم العادل بمثابة تعهد يخص القعيطي وحده، لكن شهداء الجنوب جميعهم يبذل المجلس الانتقالي جهودًا كبيرة من أجل الثأر لدمائهم.
ففي العاصمة عدن، نظّم المجلس الانتقالي الجنوبي فعالية تأبين بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد نبيل حسن القعيطي، برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
الفعالية حضرها فضل الجعدي نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس نيران سوقي، ولطفي شطارة نائبا رئيس الجمعية الوطنية، والمهندس نزار هيثم رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة عدن، وعدد من رؤساء دوائر الأمانة العامة، إلى جانب أسرة وأصدقاء ومحبي الشهيد.
وألقى الجعدي، كلمة نقل للحاضرين فيها تحيات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، الذي كلفه أن ينوب عنه في هذه الفعالية تقديرا لذكرى شهيد الجنوب المصور نبيل القعيطي.
وأكد الجعدي أن الفدائي الإعلامي الشجاع نبيل القعيطي، كان عنوان انتصار باسم لإرادة الجنوبيين بعدسة تقتل بابتسامتها قوى الإرهاب وتغيظ أعداء الجنوب والمشروع العربي.
وقال الجعدي، بحسب بيان صادر عن المجلس الانتقالي، اطلع عليه "المشهد العربي"، إن قوى الظلام لم يكن أمامها غير انتهاك حرية الصحافة بعملية اغتيال غادرة وجبانة للمصور الذي استمد ثباته من ثورة جنوبية لن تهدأ.
وأكّد الجعدي أنّ المجلس الانتقالي سيقف مع أسرة الشهيد نبيل، وسيبذل كل مافي وسعه لإنهاء قضيته حتى ينال القتلة جزاءهم العادل.
وخلال الفعالية، ألقيت كلمة باسم أسرة الشهيد، ألقاها الدكتور أمين حسن القعيطي، قدم فيها الشكر لقيادة المجلس على جهودهم التي بذلوها للوقوف مع أسرة الشهيد نبيل، ولإقامة هذه الفعالية.
وألقى أيضًا يوسف محمد القعيطي، كلمة اللجنة التحضيرية، عدد فيها مناقب الشهيد نبيل وماقدمه للجنوب وقضيته، مشيدا بدور المجلس في إحياء هذه الفعالية السنوية.
بدوره، ألقى المقدم محمد النقيب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، كلمة الإعلام الحربي تحدث فيها عن دور الإعلام في الحرب وتوجيهها، مؤكًدا دور الشهيد نبيل القعيطي في شحذ الهمم وفضح أكاذيب العدو ورفع معنويات القوات الجنوبية بتواجده في الخطوط الأمامية.
وتخلل الفعالية التأبينية، إلقاء عدد من القصائد الشعرية، وعرض فيلم وثائقي عن الشهيد نبيل القعيطي ومسيرته المهنية، بالإضافة إلى توزيع كتاب على الحاضرين يحكي قصة حياة الشهيد البطل.
فعالية تأبين الشهيد القعيطي أظهرت مدى الاهتمام الذي يوليه المجلس الانتقالي الجنوبي لشهداء الجنوب الذين لا تضيع تضيحاتهم سدى، لا سيّما أن القيادة السياسية تظل حريصة على الثأر لدماء الشهداء الذين يرتقون في إطار الدفاع عن القضية الجنوبية.
واستشهد القعيطي على يد عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية، أطلقت عليه النار قرب منزله في مديرية دار سعد في العاصمة عدن، في جريمة غادرة أثارت حزنًا وغضبًا في كافة أرجاء الجنوب.
وكان المسلحون يستقلون سيارة جيب، وفتحوا النيران بكثافة على جسد القعيطي الذي حاول حاول الاختباء خلف أحد المركبات المركونة لكن طلقات الرصاص انهالت عليه، ولاذ الإرهابيون بالفرار، وقد حاول الأهالي إسعاف الضحية إلى أقرب المرافق التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود لكنه فارق الحياة سريعًا.
القعيطي وثّق بعدسة الكاميرا التي عمل بها، هزائم ضخمة تلقتها المليشيات الحوثية وكذا الإخوانية، وأظهرت لقطاته مدى وهن هذين الفصيلين أمام جسارة القوات المسلحة الجنوبية، وفي الأغلب هذا هو السبب الذي دفع مليشيا الإخوان لاغتياله.
ورصدت عدسة القعيطي جرائم حرب عديدة ارتكبتها المليشيات الحوثية ضد المدنيين في العاصمة عدن وباقي مدن الجنوب في 2015، فضلًا عن مآسي النزوح والمجاعة في لحج وأبين، وصولا إلى الحديدة والساحل الغربي، ورافقت عدسته أيضًا انتصارات القوات المسلحة الجنوبية بإسناد من القوات المسلحة الإمارتية في دحر الإرهاب الحوثي من كامل الجنوب.
كما أن القعيطي وثق قبل استشهاده هجومًا إرهابيًّا شنته مليشيا الشرعية الإخوانية على أبين، وقد تقدم بعدسته الصفوف الأولى وتمكن من دحض انتصارات الإخوان المزعومة، كما تعرض بالصوت والصورة مسلسل انتكاساتهم وحطام معداتهم العسكرية التي تصدت لها القوات الجنوبية.
القعيطي خلال رحلته الصحفية التي بدأت عام 2007، حصل على عدد من الجوائز المحلية، وكرمته وكالة الصحافة الفرنسية لعامين متتاليين، وتأهل في العام 2015 إلى المرحلة النهائية لجائزة "روري بيك" العالمية الممنوحة لأفضل مصوري الحرب.
وفي العام 2016، كرمته ذات الوكالة بجائزة عينية، عقب ترشح فيلم معركة عدن إلى المرحلة النهائية لجائزة روري بيك.
وفور استشهاده، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيان نعي، وصف فيه القعيطي بأنه حامل لواء الحقيقة، وقال إن جريمة اغتياله تكشف ضيق قوى الإرهاب والتطرف والعدوان من الكلمة والصورة التي تفضح جرائمها وإرهابها، وتكشف زيف إدعاءات إعلامها المعتمد على تزييف الكلمة والصورة ولي عنق الحقيقة.
وأضاف المجلس الانتقالي، أن القعيطي فضح كذب وجرائم التنظيمات الإرهابية والمتطرفة حيًّا، كما أنه باستشهاده كشف علاقتها الأكيدة بجرائم الإرهاب، وبأنها هي من رعت ودعمت كل أعمال العنف والاغتيالات التي استهدفت ومازالت تستهدف الشرفاء والأبطال والمخلصين من أبناء الشعب الجنوبي.