تناقضات إدارة بايدن تدعم مشروع الحوثي التخريبي بالمنطقة
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي ترفض فيه المليشيات الحوثية الإرهابية الانصياع لجهود السلام، وتعمل على تكثيف جرائمها الإرهابية بحق المدنيين داخل اليمن وخارجه، جاء الاعتراف الأمريكي بالمليشيات الإرهابية "طرفا شرعيا في اليمن" ليكون بمثابة ضوء أخضر لها للاستمرار في مشروعها التخريبي بالمنطقة من دون أن تكون هناك ضغوطات فعلية عليها للانخراط في جهود الحل السياسي.
دعمت التناقضات الأمريكية في التعامل مع المليشيات الحوثية الإرهابية تصاعد وتيرة جرائمها الإرهابية في المنطقة، إذ أن الموقف الأمريكي انتقل مباشرة من تصنيف العناصر المدعومة من إيران تنظيما إرهابيا قبل عدة أشهر قبل الرجوع عنه بعد أيام قليلة من تولي إدارة بايدن، إلى اعتراف صريح بها كطرف له شرعية في اليمن، ما بعث برسائل مفادها أن المجتمع الدولي غير جاد في التعامل مع إرهابها، وبرهن على أن هناك تأييدا ضمنيا لهذا الإرهاب من خلال حالة الارتباك غير المبررة.
حاولت الولايات المتحدة تبرير موقفها الذي جاء على لسان مبعوثها الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، مساء أمس الخميس، وأكدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة، بأنه "لا يمكن إبعاد المليشيات الحوثية عن الصراع لسيطرتها على الناس والأراضي"، واستهدفت تجميل صورتها عبر اتهام المليشيات بالبحث عن الحرب أكثر من السلام.
في حين أنه لم يتحدث أحد عن إبعاد المليشيات الإرهابية من قبل بدليل أن مبادرات السلام كانت تُعرض عليها، وكان المطلب الوحيد أن لا يجري التعامل معها كطرف سياسي معترف به دوليا لأن ذلك يشرعن إرهاب المليشيات ليس في اليمن فقط ولكن يشمل الأمر الدول العربية الأخرى التي تنتشر فيها مليشيات إيران وتبحث فيها عن سلطة أمر واقع.
يمكن القول بأن الولايات المتحدة بهذا الموقف منحت المليشيات الإرهابية "شيكا على بياض" للتمادي في رفضها للسلام، وقدمت إليها هدية مجانية عبر دفعها نحو اشتراط الحصول على مكاسب عديدة في أي مفاوضات مقبلة حال وافقت عليها لأنها ستدرك أنها تحظى باعتراف أمريكي، في حين أنها لا تحظى بأي قبول داخلي بفعل جرائمها التي ارتكبتها بحق المدنيين وحربها التي شنتها على الأبرياء وتستمر فيها للعام السابع على التوالي.
لا ينفصل توجه إدارة بايدن الأخير عن متغيرين، الأول له علاقة بالمفاوضات التي تخوضها الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي وتأمل خلالها أن يعود البلدان إلى الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، وبالتالي فإنها توظف موقفها من الحوثيين من أجل الضغط على طهران لتقديم تنازلات في هذا الملف.
والمتغير الثاني له علاقة بالشرعية الإخوانية التي سهلت تمدد المليشيات الحوثية في محافظات الشمال ومكنتها من الوصول إلى معقلها في مأرب من دون أن تواجهها بل إنها سلمتها أسلحتها لتقاتل بها الأبرياء في المناطق التي احتلتها، ما جعل هناك حجة دولية من الممكن تكون مقبولة لدى أطراف عديدة بدعم المليشيات التي تسيطر على مناطق عديدة في الشمال.