قضية الأغبري.. الحوثي لم يكتف بتعذيب الضحية حتى الموت

الأحد 27 يونيو 2021 21:02:00
testus -US

مازالت قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري على يد صاحب محل لبيع الهواتف النقالة بمشاركة أربعة آخرين قبل عام تقريبا تهز الرأي العام في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط اتهامات متصاعدة للمليشيات الحوثية الإرهابية بالتورط في القضية، إذ حاولت عرقلة إجراءات التقاضي الخاصة بها طيلة الأشهر الماضية وجمدت المحاكمات لمدة ستة أشهر.

أصدرت المحكمة العليا في صنعاء، أمس السبت، حكمًا نهائيًا بإعدام 4 من المتورطين في مقتل الشاب عبدالله الأغبري، والسجن 5 سنوات للمُتهم الخامس مع إلزامه بدفع دية مُغلظة، غير أن القضية يبدو أنها لم تُغلق بعد، إذ اعتدى مجهولون على المحامي وضاح قطيش، محامي الدفاع في قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري، بعد يوم واحد من صدور الحكم، ما يشي بأن المليشيات تسعى للانتقام منه لإرضاء أهالي المحكوم عليهم بالإعدام.

ووقع الاعتداء على المحامي بآلة حادة، اليوم الأحد، خلال متابعته قضية تعد على طفل، وبحسب مصادر مطلعة فإن 11 شخصًا من أهالي المُتهمين هاجموا المحامي قطيش خلال خروجه من المحكمة، قبل أن يُقدم أحدهم على طعنه بجنبيته في وجهه، وحال تدخل حراسات المحكمة دون مقتل المحامي طعنًا، لكنه تعرض لجرح في رأسه وتضررت عينه اليسرى، كما جرى نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية عاجلة له.

وكانت نيابة شرق صنعاء التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، قد منعت فريق المحامين المُشكل من قبل نقابة المحامين؛ لمتابعة قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري من حضور جلسات التحقيق مع الجناة، مع بدء أولى جلسات المحاكمة، غير أن انتفاضة شعبية اندلعت في ذلك الحين رفضا للجريمة النكراء دفعتها للتراجع عن موقفها سريعا.

لدى المليشيات الحوثية سجل واسع في الاعتداءات التي تمارسها بحق المحامين الذين يدافعون عن ضحايا في القضايا متورطة في ارتكابها، وقبل أسبوعين أوقفت محامي الفنانة الشابة انتصار الحمادي، عن عمله الرسمي في دائرة الشئون القانونية بديوان أمانة صنعاء، في إطار ضغوط لإجباره على التخلي عن القضية.

ومثلما حدث مع وضاح قطيش قامت عناصر مسلحة بتهديد خالد الكمال محامي انتصار الحمادي في أحد شوارع صنعاء وطالبته صراحة بالتخلي عن القضية، وهو ما يجعل أصابع الاتهام تتجه صوب المليشيات الحوثية التي اعتادت على توظيف العناصر المسلحة في التأثير على سير القضاء.

وارتكبت المليشيات الحوثية واقعة أخرى بحق المحامين في صنعاء، حيث أصدرت المحكمة الجزائية التابعة إليها في صنعاء، حكمًا بإعدام الناشطة والمحامية زعفران زايد، رئيسة منظمة تمكين المرأة، وزوجها فؤاد المنصوري، الأسبوع الماضي، وذلك بعدما اعتبرت المليشيات المدعومة إيرانيًا نقل الطفلة بثينة الريمي للعلاج بالسعودية والتي تكفلت بها المنظمة، بأنها محاولة اختطاف.

وصدر الحكم رغم أن الطفلة بثينة الريمي عادت إلى صنعاء، بعد تلقيها الرعاية الصحية الكاملة، لكن العديد من الحقوقيين اعتبروا أن الحكم يأتي في إطار قمع المليشيات المُستمر لمنظمات المجتمع المدني والناشطات النسويات.