الدعوة الحوثية لاستضافة أبواق الإخوان.. مليشيات تجتمع لصناعة الإرهاب

الثلاثاء 29 يونيو 2021 15:35:16
testus -US

خطت الدعوة الحوثية لإيواء عناصر تنظيم الإخوان المضطرين للخروج من تركيا، تحت وقع رغبة "الأخيرة" في تحسين علاقاتها مع مصر، سطرًا جديدًا بين المليشيات المدعومة من إيران، والتنظيم المصنف إرهابيًّا في كثير البلدان.

الدعوة الحوثية صدرت على لسان القيادي في المليشيات المدعو محمد علي الحوثي، لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية الفارة من مصر إلى تركيا.

وخص الحوثي، في تغريدة عرض استضافة الإخوان، بالإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر، اللذين أوقفا برنامجيهما قسرًا في قناتين تبثان من تركيا وتحرضان على الإرهاب والعنف.

جاء ذلك بعدما أبلغت الحكومة التركية، عناصر الإخوان المقيمين على أراضيها بعدم الحديث عن أي أمور سياسية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ضد مصر، بل وحذرت من "معاقبة قانونية" لمن يخالف ذلك.

اللافت أن العرض الحوثي الذي تحجج بإتاحة فرصة للعناصر الإخوانية للعمل بحرية، يتناقض أساسًا مع حجم الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية، والتي تتناقض مع أي معايير لحقوق الإنسان، لا سيّما أعداد المعتقلين الذي تُملأ بهم السجون التابعة للحوثيين.

وعلى مدار السنوات الماضية، لم تتوقف عمليات انتقال عناصر حزب الإصلاح الإخواني للإقامة في مناطق سيطرة الحوثيين، بل حظيت إقامتهم بتأمين ورعاية كاملة من قِبل المليشيات المدعومة من إيران.

وتُقرأ علاقات حزب الإصلاح والحوثيين بأنها محاولة للعمل على تشكيل تحالف سري قوامه المليشيات الإخوانية والحوثية، وذلك في مواجهة التحالف العربي ومن ثم المشروع القومي العربي الذي يتصدى لانتشار المليشيات على الأرض.

وفي نهاية العام الماضي، أبرمت صفقة بين عناصر إخوانية في تركيا ومليشيا الحوثي عبر وساطة قطرية، تضمنت العمل على تعزيز العلاقات بين الجانبين، واشتملت كذلك أن يسمح الحوثيون لقيادات مختارة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بالمشاركة معهم في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، بل وتعيينها فيما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، حتى وإن كان هذا الأمر غير معلن، تفاديًّا لإيقاع الشرعية في حرج أمام التحالف العربي.

ودائمًا ما يعمل "الإصلاح" الإخواني على إشهار ورقة التقارب مع الحوثيين من أجل ابتزاز التحالف العربي، في محاولة من الحزب الإخواني لضمان التحكم في مجريات الأمور داخل معسكر الشرعية، والتي من أهم أهدافها العمل على عرقلة أي جهود ترمي إلى وقف الحرب.

ومع مطلع العام الجاري، زادت وتيرة انتقال عناصر حزب الإصلاح تجاه مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيّما العناصر التي شعرت بتهميش كبير في وضعها السياسي، وبشكل محدد في أعقاب تشكيل حكومة المناصفة المنبثقة عن مسار اتفاق الرياض.

وتخوفت هذه العناصر التي تحركها الأموال التركية والقطرية، على نفوذها فذهبت إلى مناطق سيطرة الحوثيين للانخراط في تحالف فعلي بين الجانبين، ومن بين هذه العناصر سياسيون وإعلاميون مقربون من الدوائر الإخوانية الحاكمة في تركيا.

اللافت أيضًا أن من بين العناصر الإخوانية التي عادت إلى صنعاء، قيادات عسكرية تولت مناصب رفيعة بينهم مثلا الإخوانيالمدعو محمد السامعي وقد كان قياديًّا بارزًا في لواء الحزم بمحافظة الجوف، لكنه غادر إلى صنعاء للانضمام إلى معسكر الحوثيين.

الانشقاقات الإخوانية العسكرية زادت من التخوفات من تحول هذه العناصر إلى كنز معلومات بالنسبة للحوثيين، بما يسهل للمليشيات تنفيذ العمليات العسكرية على الأرض، وتوجيه ضربات عسكرية دقيقة ونوعية.

كما مثّل التخاذل الإخواني في الجبهات دليلا دامغًا وواضحًا حول حجم العلاقات المشبوهة التي تجمع بين الحوثيين وحزب الإصلاح، فما يحدث حاليًّا مثلا من تخاذل إخواني في مواجهة المليشيات الحوثية في جبهة مأرب كان قد حدث أمرٌ مثله في العام الماضي، لمحافظة الجوف، عندما سيطر الحوثيون على معسكر اللبنات ومنطقة المزاريق، دون قتال بعد انسحاب غامض لعناصر حزب الإصلاح الإخواني من المعسكرات.

عودة الإخوان من تركيا إلى صنعاء لن تثير أي استغراب ولن تحدث تغييرات كبيرة على المشهد القائم، فأنقرة مثلت خلال السنوات الماضية حلقة الوصل بين حزب الإصلاح والحوثيين، لتكوين جبهة معادية للتحالف.

وإلى جانب استخدام تركيا لعناصر حزب الإصلاح في حملات مشبوهة ضد خصومها، فإن الإخوان في تركيا كانوا بمثابة الجسر الذي تُنقل من خلاله الكثير من التمويلات الموجهة للمليشيات الحوثية، وذلك من خلال شبكات معقدة متخصصة في توظيف الأموال.