محور الشر يجهز للحرب.. تركيا تستضيف مؤتمرا للتقارب الحوثي الإخواني

الأربعاء 30 يونيو 2021 12:49:01
testus -US

لم تكد تمر أيام قليلة على دعوة الاستضافة التي وجهها الحوثيون لإعلاميي تنظيم الإخوان الهاربين من مصر المضطرين للخروج من تركيا، حتى كُشف النقاب عن ترتيبات لعقد مؤتمر للتقارب أكثر بين حزب الإصلاح والمليشيات المدعومة من إيران.

وتُجهز قيادات إخوانية بارزة مقيمة في مدينة إسطنبول التركية، بينها المدعو حميد الأحمر والمدعو أمين العكيمي والمدعو حمود المخلافي، لعقد مؤتمر في الأيام المقبلة، بهدف زيادة وتيرة التنسيق المشترك مع المليشيات الحوثية.

وقالت مصادر قبلية إن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي يستهدف التنسيق مع المليشيات الحوثية الإرهابية لشن عدوان عسكري على الجنوب، يستهدف احتلال الجنوب، والسيطرة على ميناء عدن.

الإعداد لهذا المؤتمر من قبل عناصر حزب الإصلاح الإرهابي، يأتي في وقت قدمت فيه المليشيات الحوثية الدعوة لاستضافة إعلاميي الإخوان المدعو معتز مطر والمدعو محمد ناصر في صنعاء، في خطوة أظهرت حجم التقارب بين الجانبين.

مخطط الإخوان في هذا الصدد يمثل أيضًا طعنة في خاصرة التحالف العربي، وتتمثل هذه الطعنة في العمل على تكثيف التعاون والتنسيق مع الحوثيين، بما يهدد بإفشال جهود المشروع القومي العربي في محاربة المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.

وتلعب تركيا دورًا رئيسيًا في محاولة تكثيف وتيرة التقارب بين الحوثيين والإخوان عملا على تشكيل جبهة عسكرية معادية للتحالف، ومن ثم إفساح المجال أمام الأطماع التركية للنفاذ إلى اليمن، وبعدها التوغل صوب الجنوب.

ولتحقيق هذا الغرض، وظّفت أنقرة المدعو حميد الأحمر الذي يؤسس أرضية قوية للتدخل التركي، كما أنه يشرف على تنفيذ أجندات سياسية وعسكرية تعادي التحالف العربي.

توظيف أنقرة لعناصر الإخوان والذي يقوم هذه المرة على تقوية علاقات حزب الإصلاح بالحوثيين، يندرج في إطار سياسة تركية انتهازية، تقوم على استخدام المليشيات الإرهابية وتقديم الدعم لها مقابل الحصول على مكاسب سياسية، تشمل التدخل في شؤون الدول، ومحاولة السطو على ثرواتها ومقدراتها.

استنادًا إلى ذلك، فقد بات حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي أشبه بوكيل تركيا في اليمن، ومن خلاله تتوسع أنقرة في تدخلاتها تحت مظلة أعمال إنسانية وإغاثية، لكن في واقع الحال يتم الزج بعناصر عسكرية بلباس مدني، تنفذ مهامًا استخباراتية لصالح النظام التركي.

إلى جانب ذلك، فإن تركيا تحاول أيضًا استخدام المحور الإخواني - الحوثي للعمل على تقويض الجنوب، وبسط سيطرة المليشيات على أراضيه، بما يمنح أنقرة موطئ قدم لها، ويتيح فرصة الاستفادة من الثروات التي يزخر بها الجنوب.

يُستدل على ذلك بحجم الدعم العسكري من قِبل تركيا لقيادات المليشيات الإخوانية، مثل القيادي البارز المدعو حمود المخلافي الذي حول المعسكرات التابعة له إلى مسرح توطين للعناصر الإرهابية، ويتم توظيفها لخدمة المصالح الإخوانية.

كل هذه التحركات العسكرية زادت وتيرتها منذ توقيع اتفاق الرياض، إذ تحاول تركيا بشتى السبل دعم حزب الإصلاح ليكون له حضور في المشهد السياسي والعسكري في الجنوب، باعتبار أن استئصال النفوذ الإخواني من الجنوب يمثّل ضربة قاصمة للمشروع التركي.

وفيما يتمسك التحالف العربي بقيادة السعودية بإنجاح مسار اتفاق الرياض، فإن المحور الإخواني الحوثي كثّف من تحركاته عملًا على إفشال هذا المسار، وصولًا إلى النقطة الأخيرة منذ هذا المخطط والتي تشمل العمل على التجهيز لحرب شاملة على الجنوب، تستهدف العاصمة عدن على وجه التحديد.