تطويق لودر.. الشرعية تسعى لتنصيب إرهابي مديرا للأمن
أشعلت مليشيا الشرعية الإخوانية، الوضع الأمني في محافظة أبين، بعدما اقتحمت وحاصرت مديرية لودر، عبر مجموعة من الإرهابيين، في محاولة لإخضاع الأهالي وإجبارهم على القبول بتعيين إرهابي مديرا لأمن مدينة لودر.
إرهابيو الشرعية تحركوا بقيادة المدعوين أبو مشعل الكازمي ولؤي الزامكي، وحاولوا اقتحام مدينة لودر وذلك لتنصيب المدعو جعفر الخلع مديرًا لأمن المدينة، بقرار كان قد أصدره وزير الداخلية المدعو إبراهيم حيدان.
وفشلت محاولة مليشيا الشرعية لاقتحام المدينة، وذلك بعدما تصدّى أبناء المدينة الذي رفضوا تنصيب مدير الأمن الإخواني، وتعهدوا بالدفاع عن المدينة وعدم السماح باقتحامها من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية بأي حال من الأحوال.
وأفادت معلومات منسوبة إلى مصادر مطلعة في المدينة بأن المليشيات الإخوانية الإرهابية عادت إلى مواقعها في مدينة شقرة، وفشلت في تأمين تنصيب مدير الأمن الجديد، بعدما اصطدمت بوقفة حازمة من قِبل الأهالي.
وتعود اللبنة الرئيسية لهذه الموجة من التوتر إلى السادس من يونيو الجاري، عندما أصدر الوزير المدعو حيدان قرارًا بتعيين مدير أمن لمدينة لودر، موالٍ لتنظيم الإخوان، في تحرك استفزازي حاول إشعال فتيل التوتر بما يدفع الأمور نحو مواجهة عسكرية.
وفي أعقاب هذا القرار، صدر بيان عن أعيان وعقال ومشائح مديرية لودر، اتهموا فيه الشرعية الإخوانية بأنها تستهدف زعزعة أمن واستقرار المديرية عبر تعيين عنصر إخواني على رأس منظومتها الأمنية.
وأكد البيان، الرفض القاطع لهذا القرار كونه لا يصب في خدمة المديرية، كما تضمن تحميل الجهات المسؤولة والداعمة لها - في إشارة إلى مليشيا الإخوان - المسؤولية الكاملة في حدوث أي فتنة تحصل في مديرية لودر بسبب التدخلات غير المسؤولة.
وبعد محاولة الاقتحام اليوم، لا يزال الهدوء مخيمًا على الأوضاع في المدينة، إلا أنه استنادًا إلى تجارب ماضية فمن غير المستبعد أن تتدهور الأمور، إذا ما أقدمت مليشيا الشرعية على مزيد من الخطوات التي ينظر إليها بأنها استفزازية وتستهدف إثارة مواجهة مسلحة عملا على إخضاع الأهالي في أبين.
كما أن إقدام حيدان على تعيين مدير جديد لأمن لودر هو محاولة لإخضاعها لنفوذ مليشيا الشرعية الإخوانية، ومن ثم يسهل فيما بعد إغراقها بعناصر من التنظيمات الإرهابية، أسوة بمواقع عديدة في أبين، تشهد معسكراتها انتشارًا كثيفًا لعناصر تنظيم القاعدة، حشدتها إلى هناك مليشيا الإخوان.
وفيما تتعارض هذه الممارسات الاستفزازية مع اتفاق الرياض، فإن المليشيات الإخوانية تحاول بشتى السبل إفشال هذا المسار بشكل كامل، بما يدفع نحو إحكام قبضتها وسطوتها على محافظة أبين، عملا على فتح ثغرة عسكرية تتيح لها إمكانية التمدد في الجنوب، وصولا إلى احتلال العاصمة عدن.
ولطالما حذر المجلس الانتقالي الجنوبي، من تداعيات الممارسات الاستفزازية الإخوانية سواء فيما يتعلق بتعيين عناصر تابعة للمليشيات ومعروفة بعلاقاتها مع الإرهابيين على رأس المنظومة الأمنية في القطاعات المختلفة، إلى جانب عمليات التحشيد التي لا تتوقف تجاه محافظة أبين، حتى أصبحت مسرحًا لانتشار هذه العناصر.
ويحمل المجلس الانتقالي، مليشيا الشرعية الإخوانية مسؤولية ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث إذا ما اندلع صدام عسكري، علمًا بأن المجلس كثيرًا ما أطلق دعوات لممارسة ضغوط على الشرعية من أجل إلزامها باحترام هذا المسار تقابل بتوسع إخواني في الممارسات الاستفزازية من أجل إحداث الصدام.