مستغلا علاقته بالرئاسة.. وزير برتبة فاسد يعين مدير أمن بدرجة إرهابي
أضيفت حالة التوتر التي شهدتها مدينة لودر بمحافظة أبين، اليوم الأربعاء، إلى سلسلة طويلة من الوقائع أو الجرائم التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية، وحاولت من خلالها غرس بذور الإرهاب في الجنوب.
اندلعت حالة التوتر في أعقاب رفض أهالي مدينة لودر، قرارا أصدره وزير الداخلية المدعو إبراهيم حيدان بتعيين أحد العناصر الإرهابية الموالية لتنظيم الإخوان مديرًا لأمن المدينة.
حيدان يحمل حقيبة إحدى الوزارات السيادية، أي التابعة مباشرة للرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، ومن ثم لا تخرج قرارات حيدان من تلقاء نفسه، وإنما بأوامر من الرئاسة، أو على الأقل علمها، وموافقتها.
كان حيدان قد أصدر هذا القرار في وقت سابق من يونيو الجاري، ولم يتم تنفيذه بعدما اصطدم اليوم بوقفة شعبية أجهضت المحاولة الإخوانية التي رمت إلى تعيين إرهابي على رأس السلطة الأمنية في المدينة.
حملت هذه الواقعة الإخوانية دليلا جديدًا حول حجم مساعي الشرعية لإغراق الجنوب بالعناصر الإرهابية، ومنفذ هذه الجريمة هو المدعو إبراهيم حيدان المقرب من الرئاسة اليمنية، وتحديدًا من المدعو عبد الله العليمي مدير مكتب الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، والذي يملك باعًا طويلة في استهداف الجنوب.
حيدان كان قد أطلق تهديدات، من مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، حملت إشارة واضحة بالتحضير لتصعيد عسكري يستهدف فرض الاحتلال الإخواني على العاصمة عدن، وذلك عبر محاولة إيجاد ذريعة أمنية تتيح لمليشيا الشرعية فرصة التدخل العسكري على الأرض.
وتنفيذًا لهذا المخطط، عمل حيدان طوال الفترة الماضية على استقدام الكثير من العناصر الإرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة، وألحقها ضمن القوات التابعة لمليشيا الشرعية، وذلك ضمن خطة لتطويق الجنوب وخنقه بالعناصر الإرهابية، وما علم الرئاسة عن ذلك ببعيد.
أصبح الشغل الشاغل للمدعو حيدان، هو صناعة اختلالات أمنية في كافة أرجاء الجنوب سواء حضرموت أو المهرة، وصولا إلى محافظة أبين التي حاول تطويق إحدى كبرى مدنها، وهي مديرية لودر، لتثبيت عنصر إرهابي على رأس السلطة الأمنية، بما يعني توظيف الجهاز الأمني للعمل بما يخدم الأجندة الإخوانية الخبيثة.
ولا يبدو أن حيدان يختلف عن قياداته الإخوان النافذين في معسكر الشرعية، فالرجل يسير على درب الإرهابي علي محسن الأحمر في ارتكاب الكثير من جرائم الفساد بغية تحقيق ثروات ضخمة.
علاقات حيدان بالرئاسة اليمنية سهلت له ارتكاب الكثير من الجرائم سواء عبر نشر العناصر الإرهابية في كافة أرجاء الجنوب، أو من خلال التوسع في ارتكاب جرائم الفساد والنهب بغية تحقيق المصالح المتقاطعة لكل هذه العناصر المشبوهة.
الأكثر من ذلك أن كافة القرارات التي يتخذها حيدان تحظى بمباركة واسعة النطاق من الرئاسة اليمنية، كونها تصب في مصلحة الشرعية، لا سيّما تلك التي تتعلق باستهداف الجنوب وضرب أمنه واستقراره.
يشير كل ذلك إلى أن ما حدث في وزارة الداخلية اليمنية ما هو إلا تغيير واجهات لا أكثر، فإبراهيم حيدان يسير على نفس السياسات التي اتبعها المدعو أحمد الميسري الذي عمل خلال حقبته على إغراق الجنوب بالعناصر الإرهابية وصناعة الاختلالات الأمنية من جانب، مع التوسع أيضًا في ارتكاب جرائم النهب والفساد ضمن لوبيات فساد شكّلها تنظيم الإخوان.
كما تشير إلى أن اختيار حيدان نفسه لشغل موقعه استهدف تمرير الشرعية الإخوانية الإرهابية جميع مخططاتها من خلاله.