بن دغر .. والهروب إلى سقطرى

أحمد سعيد كرامة

بن دغر تاريخه حافل بالفشل والتزلف والقفز من السفن الغارقة دائما , ستراه إشتراكي متعصب ومتطرف , وفجأة تراه مؤتمري رأسمالي ومحرض ضد أبناء شعبه كما حدث في حرب 2015م عندما كان أحد مساعدي الرئيس الراحل عفاش , الرجل ليس وحدوي ولا إنفصالي بل وصولي إنتهازي , ولهذا تراه اليوم متحالفا مع الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح .

أتى إلى عدن بعد أحداث ال 30 من يناير بتفاهمات بين كل من الشرعية والتحالف العربي والإنتقالي , وكانت الإمارات هي الضامن لعودته وسلامته في عدن شريطة تطبيق ماتم الإتفاق عليه بالسعودية , وكان من المقرر أن يفتح بن دغر صفحة جديدة ويبدأ بتصحيح ما خربته حكومته الفاشلة الفاسدة , محافظ البنك المركزي اليمني الجديد زمام المدعوم إقليميا و دوليا قرر أن يوقف نزيف نهب الثروات والمال العام ورواتب القطاعين العسكري و المدني , كان من المقرر تحويل جميع الرواتب للبنوك الأهلية ومراكز البريد العام للحد من الأسماء الوهمية مع بداية شهر يونيو من هذا العام الجاري .

تعيش محافظة حضرموت بظلام دامس وكذلك شبوة وأبين والضالع ولحج , تم التعاقد مع شركة العليان السعودية لشراء 30 ميجاوات( 10 ميجا للحج - 10 ميجا لابين - 10 ميجا لشبوة ) وحوالي 80 ميجا لعدن , وجميع تلك التعاقدات بالأمر المباشر وبتوجيهات من رئيس الوزراء بن دغر ,سندخل بعد شراء الطاقة بمعضلة النقص الحاد بوقود الديزل والمازوت كالعادة , ولم تفي المملكة العربية السعودية بتعهدها بتوفير وقود لمحطات كهرباء عدن كمنحة ولمدة عام واحد فقط تبدأ من يناير وتنتهي بديسمبر 2018م , ولم تصل أي شحنات حتى يومنا هذا , كما تعيش تلك المحافظات بأزمة وقود خانقة رغم تحرير سوق الوقود بقرار من الرئيس المؤقت هادي .

بن دغر يبحث عن عاصمة أخرى غير عدن ليتهرب من مسؤولياته تجاه المناطق المحررة , وفضل أن تكون جزيرة سقطرى لكي لا يصل إليه أحد على الإطلاق , تم تجهيز القصر الرئاسي في المهرة وكذلك بسيؤن ولكن تلك المواقع لم تناسب ما يخطط له بن دغر , وكذلك مأرب رفضت أن تتحول لعاصمة مؤقته بديله عن عدن .

لهذا يجب عدم الاستغراب من الاستهداف المتكرر للإمارات في جزيرة سقطرى تحديدا , فهم يرون بأنها العائق الوحيد لتنفيذ مخططهم التآمري بحق الشعب اليمني , تم تغيير محافظ لسقطرى من الموالين لعلي محسن الأحمر وكذلك أغلب القادة العسكريين والمدراء المدنيين تمهيدا لتكون مقر دائم لحكومة بن دغر .

الموضوع ليس شجرة دم الأخوين أو ميناء سقطرى أو طمع الإمارات بظم سقطرى كما يظن أغلب العامة والمتابعين , الموضوع هو أن الإمارات تطالب الحكومة الشرعية والسعودية بتنفيذ ماتم الإتفاق عليه لكي لا يتكرر سيناريوا 30 من يناير مرة أخرى .


مقالات الكاتب