رسائل عاجلة للعالم.. الانتقالي يفضح إرهاب الشرعية لإفشال اتفاق الرياض
رأي المشهد العربي
منذ أن دعت المملكة العربية السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي للتفاوض مع الشرعية الإخوانية لأول مرة في الرياض قبل نهاية العام 2019، لم يتوان المجلس عن تقديم كل ما يثبت جديته في إنجاح المباحثات، وكان دائما الطرف المبادر بإرسال وفود التفاوض إلى العاصمة السعودية بحثا عن حل سياسي يُنهي إرهاب مليشيات الإخوان في الجنوب ويدفع باتجاه توحيد الجهود العسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية.
قامت دبلوماسية الانتقالي خلال السنوات الماضية على أسس راسخة تضمنت تنفيذ بنود الاتفاق والمضي قدما باتجاه استعادة الدولة وكان المجلس حريصا على أن تُكلل جهود المملكة بالنجاح، بل إنه شارك في الضغط على مليشيات الشرعية لإرغامها على تنفيذ بنود الاتفاق.
صمدت القوات المسلحة الجنوبية على جبهات أبين لأكثر من عام ونصف في الوقت الذي كثَف فيه الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تحركاته السياسية لتضييق الخناق على مناورات التهرب من إنزال بنود الاتفاق على الأرض، وهو ما قاد للتوافق على تشكيل حكومة المناصفة قبل نهاية العام الماضي.
منذ ذلك الحين تحاول الشرعية بكافة السبل إعادة عجلة الزمن إلى الوراء وتقوم بانتهاك كافة بنود الاتفاق وتمارس استفزازاتها بحق أبناء الجنوب وقيادته السياسية بهدف الرجوع مجددا إلى نقطة الصفر، وإشعال صراع مسلح في الجنوب تكون نتيجة إطالة أمد الصراع وبعثرة جهود التحالف العربي.
ولا شك في أن البيان الهام الصادر عن المجلس الانتقالي، مساء أمس الجمعة، حمل رسائل عاجلة للمجتمع الدولي لفضح إرهاب الشرعية لإفشال تنفيذ اتفاق الرياض.
فند البيان ممارسات الشرعية الإخوانية طيلة الأشهر الماضية، ويعد تأكيدا جديدا لحرصه على إنجاح الاتفاق وإثبات نواياه الحسنة نحو الالتزام به رغم العراقيل المفتعلة من قبل الطرف الآخر في الاتفاق منذ بدء الحوارات التي سبقت التوقيع عليه واستمرارها حتى الآن، وإثبات وقائع جرائم الشرعية ضد أبناء الجنوب.
على مدار الأشهر الماضية تعامل الانتقالي بحنكة وحسم أيضا مع تحالف الشرعية الإخوانية مع العناصر الإرهابية، واستطاع أن يكشف كثيرا من خيوط العلاقة التآمرية بين العناصر الإرهابية، وأجهض العديد من العمليات الإرهابية في محافظات الجنوب، فيما تستمر الشرعية في التصعيد الممنهج والذي كان آخره ما يحدث الآن في مديرية لودر بمحافظة أبين، إذ تحاول تمكين إرهابيين بمناصب أمنية وعسكرية من المدينة بالتجييش والاقتحام العسكري، وتواصل جرائم القصف والقتل وانتهاك كل القيم الإنسانية في المدينة.
ربط الانتقالي في بيانه بين مخطط إغراق لودر في الفوضى وبين عمليات القمع والتقطع والحرابة وقصف قرى ومداهمات المنازل التي تقوم بها سلطة الإخوان الإرهابية بمحافظة شبوة، وما سبقها من استهداف حافلة جنود الحزام الأمني، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى بين الجنود، وبرهن على أن ذلك يشكل "تصعيدًا خطيرًا لا ينسجم مع آلية إيقاف التصعيد، وانقلابًا خطيرًا على مضامين اتفاق الرياض".
وقائع إفشال الشرعية لاتفاق الرياض – بحسب ما جاء في بيان الانتقالي- لا تتضمن فقط التصعيد العسكري، وإنما شملت الدفع إلى مغادرة وزراء الحكومة العاصمة عدن بغرض تعطيل عمل المؤسسات والتنصل من التزاماتها، إلى جانب خرقها البند الثامن من اتفاق الرياض لتشكيل وفد تفاوضي مشترك، وتدخلات وزير الداخلية في صلاحيات السلطات المحلية، والقرارات الانفرادية في المؤسسات.