شحنات السلاح الإيرانية تضاعف وتيرة التصعيد الحوثي بالحديدة
تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية التي نفذتها المليشيات الحوثية في محافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين، إذ حاولت إطلاق زورقين مُفخيين من ميناء الصليف قبل أن يدمرهما التحالف العربي، إلى جانب تكثيف قذائفها باتجاه المدنيين في أكثر من مديرية تابعة للمحافظة، غير أن القوات المشتركة تمكنت إخماد بعضها.
يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع الكشف عن معلومات نشرتها صحيفة الوطن السعودية بشأن تكثيف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مليشيات الحوثي الإرهابية عبر ميناء الحديدة بواسطة مختصين في مجال التهريب البحري، ورصد التقرير، المنشور اليوم الأحد، تهريب أربع شحنات خلال 15 يوماً تحمل كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والصواريخ الحرارية، والمدافع وقطع الطائرات المسيرة وغيرها.
يرى مراقبون أن تكثيف شحنات التهريب يبرهن على أن إيران تنوي توظيف أذرعها الإرهابية لشن عمليات إرهابية عديدة في ظل مساعيها ممارسة ضغوطات على الولايات المتحدة لتمرير رؤيتها بشأن الملف النووي، تحديداً وأن الأيام المقبلة ستكون شاهدة على استمرار المفاوضات بين الدول الغربية وطهران للوصول إلى صيغة تضمن التزامها بالاتفاق ويقود إلى عودة الولايات أيضاً للاتفاق.
تتعامل إيران مع محافظة الحديدة باعتبارها ورقة رابحة بيدها في حال سعت إلى إحراز مكاسب سياسية خارجية، وبالتالي فهي تُنشط عملية تهريب الأسلحة في الوقت التي تكون فيه بحاجة للمليشيات الإرهابية، لكن المدنيين والأطفال دائما ما يكونوا ضحايا هذا التصعيد.
وأخمدت القوات المشتركة، الأحد، تصعيدًا جديدًا للمليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا ضد المدنيين والأعيان المدنية في عدة مناطق بالحديدة، حيث استهدفت المليشيات الحوثية، بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون حي منظر السكني، وعدة تجمعات سكنية أخرى في مديرية التحيتا.
كما اشتبكت القوات المشتركة اليوم أيضاً، مع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، بمواقع شرق وجنوب مدينة الحديدة، دفاعًا عن المدنيين، إذ استهدفت المليشيات الحوثية الإرهابية، مناطق سكنية بالقرب من كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، وقرى في الدريهمي، بمختلف أنواع الأسلحة، وردت القوات المشتركة، بضرب التحركات العدائية للمليشيات الحوثية الإجرامية ونجحت في إخمادها.
تحاول المليشيات الحوثية أن تكون الحديدة نقطة انطلاق رئيسية في تهديدها للمملكة العربية السعودية وذلك بعد أن أثبتت دفاعات التحالف العربي كفاءة كبيرة في إسقاط الطائرات المسيرة التي تطلقها من محافظات شمالية باتجاه الأراضي السعودية، وبدا أن ضرباتها - التي تركز تحديداً على منطقة خميس مشيط- لا تحقق الأهداف المرجوة منها.
يمكن القول بأن عمليات التهجير الممنهجة للمواطنين من منازلهم عبر عمليات القصف المستمرة لأماكن سكنهم يستهدف وضع قواعد عسكرية للمليشيات تساعدها على توجيه عملياتها الإرهابية من ناحية البحر الأحمر، لأنها في تلك الحالة لن تهدد أمن المملكة العربية السعودية فحسب بل أنها تُعَرض أمن الملاحة البحرية كله لتهديد عناصرها الإرهابية، وقد يكون ذلك أحد الخطط التي تنوي المليشيات تطبيقها للضغط على القوى الغربية والولايات المتحدة.
وكانت القوات المشتركة قد أسقطت السبت طائرة بدون طيار (مسيرة)، لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، جنوب الحديدة، حيث ورصدت وحدات القوات المشتركة، تحليق طائرة الاستطلاع في سماء منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقية، قبل تدميرها بضربة مباشرة.