بقرارات أمنية وضغوط دبلوماسية.. الانتقالي يحاصر إرهاب الشرعية في لودر
اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من القرارات الأمنية في محافظة أبين خلال الساعات الماضية، بهدف التعامل مع إرهاب مليشيات الشرعية وعناصر تنظيم القاعدة في مديرية لودر، وذلك بالتزامن مع إعادة ترتيب أوراق الضغط الدبلوماسي عبر تكثيف جهوده لإعادة هيكلة إدارة الشؤون الخارجية وتعيين ممثلين للانتقالي في عواصم عالمية عديدة.
قرر الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس الأحد، تعيين أحمد علي سوبان المرقشي، قائدًا لقوات الحزام الأمني في أبين، كما عين مهدي ناصر مهدي حنتوش نائبًا لقائد قوات الحزام الأمني في المحافظة، ومهدي يسلم البطاح ركن عمليات الحزام.
وكذلك قرر الرئيس الزُبيدي تعيين محمد الجعري قائدًا للحزام الأمني بالمنطقة الوسطى في محافظة أبين، وتضمن القرار أيضا تعيين وائل ناصر نائبًا لقائد الحزام الأمني بالمنطقة الوسطى، وكذلك الخضر المشوب ركن عمليات الحزام الأمني في المنطقة.
تستهدف القرارات طرد المليشيات الإرهابية التي حولت شوارع المدينة إلى ثكنة عسكرية وتقوم بترويع المواطنين في ظل تناحر وحداتها العسكرية، وتقف القرارات الأخيرة حائلاً أمام تحويل المديرية إلى مسرح لصدامات المليشيات الإخوانية المسنودة بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي والذي يتواجد في المدينة لأول مرة منذ تحريرها في العام 2012.
لدى قوات الحزام الخبرات المطلوبة للتعامل مع عناصر تنظيم القاعدة والمليشيات الإخوانية، إذ أنها استطاعت من قبل أن تُطهر أبين وعدن ولحج من العناصر الإرهابية ولديها قدرات فائقة على استعادة الاستتباب الأمني ارتكاناً على قوتها العسكرية وما تحمله من شعبية طاغية في أبين والمحافظات الجنوبية بوجه عام.
تستطيع قوات الحزام الأمني التعامل مع حروب العصابات التي تشنها المليشيات الإرهابية بمختلف أنواعها بما فيها العناصر المدعومة من إيران ولديها تفوق تاريخي على كل هذه المليشيات ونجحت بعد فترة وجيزة من تشكيلها أن تقضي عليها.
لعل الميزة التي تجعل ميزان القوة لصالحها تتعلق بأنها لديها عقيدة جنوبية راسخة بأن الجنوب لأبنائه وفقط ولا مجال لوجود أي عناصر إرهابية على أي بقعة جنوبية، وهو ما يجعل أبناء الجنوب يعولون عليها للتعامل مع الموجه الإرهابية الحالية التي تقودها الشرعية الإخوانية.
إلى جانب الجهود الأمنية فإن الانتقالي يولى اهتماماً بالتحركات الإدارية والسياسية، حيث ناقشت الأمانة العامة للمجلس، في اجتماعها اليوم الاثنين، تطورات الأحداث في مديرية لودر، وتطرق الاجتماع إلى انتهاكات مليشيات الشرعية الإخوانية تجاه أهالي المديرية، وهجومها البربري على المدنيين.
وكذلك شددت هيئة رئاسة المجلس في اجتماعها اليوم الاثنين برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي، على تعزيز وحدة الصف، للدفاع عن المواطنين في لودر ومودية، وطالبت المملكة العربية السعودية راعية اتفاق الرياض بالضغط على الشرعية الإخوانية لتنفيذ بقية بنود الاتفاق، وإيقاف الانتهاكات والخروقات الساعية لإفشال تنفيذ الاتفاق.
وبموازاة التحركات السياسية والأمنية فإن الانتقالي يخوض معركة دبلوماسية للضغط على الشرعية الإخوانية بسحب مليشياتها الإرهابية، بفعل خطوات تعيين ممثلين للمجلس في العديد من العواصم بما يُسهل مهمة التواص مع دوائر إقليمية مختلفة لتعريفهم بحقيقة ما يجري على الأرض.
يمكن القول بأن ارتكان الشرعية على أن اهتمام المجتمع الدولي ينصب بالأساس على جرائم المليشيات الحوثية لن يحدث في المستقبل مع تصاعد جرائمها من جانب، ووجود جهات جنوبية قادرة على توصيل حقيقية الانتهاكات الممارسة بحق أبناء الجنوب.
وشدد رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، على ضرورة تفعيل وتكثيف عمل الإدارة وفق خطط مُحكمة ومدروسة، وبآليات تضمن قدرة الشؤون الخارجية للمجلس على مواكبة هذه المرحلة بالغة الأهمية.
وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تطوير وتحديث شامل في كل أقسام الإدارة بما يلبي التطلعات القائمة، وبما يحقق التطلعات والأهداف السياسية لشعب الجنوب وقيادته في المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الخارجي في ظل المتغيرات السياسية والميدانية المُتسارعة.