الانتقالي يمحو آثار إرهاب الإخوان في سقطرى
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يُنهي سيطرة مليشيات الإخوان الإرهابية على محافظة أرخبيل سقطرى قبل عام تقريباً، واستعاد سلطة المحافظة التي اختطفتها العناصر المحسوبة على الشرعية، وعمل منذ ذلك الحين على تحصين المحافظة من أي اختراقات أمنية قد تستهدف العودة إلى نقطة الصفر مجدداً.
لكن جهود الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية لم تقتصر فقط على الجوانب الأمنية، إذ ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منظماتها الإنسانية في دفع عجلة التنمية في المحافظة، وتمكنا الطرفان من التعامل مع الأزمات المعيشية التي حاولت الشرعية الإخوانية افتعالها من خلال وكلاء النفط وتحديداً المدعو أحمد العيسى وهو أحد عملائها الذين حاولوا اختراق المحافظة من زاوية تأليب المواطنين على الإدارة المحلية للمحافظة.
أولى المجلس الانتقالي اهتماماً متوازياً بجملة من القضايا الفكرية التي تستهدف محو إرهاب الشرعية الإخوانية ومواجهة جرائمها الإرهابية فكرياً إلى جانب المواجهة الأمنية والتنموية التي حققت نجاحات مهمة على مدار العام الماضي، وأفسح المجال أمام وحداته المحلية لتنظيم العديد من الفعاليات والندوات التي استهدفت التوعية بهوية المحافظة الجنوبية ونشر الثقافة الوسطية والاعتدال بين المواطنين.
شهدت إدارة الفكر والإرشاد بالهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، اليوم الاثنين، ورشة عمل تحت عنوان "الوسطية والاعتدال"، أكدت على أهمية ترسيخ مفاهيم الوسيطة لدى المواطنين من قبل خطباء المساجد.
ودعا صالح سعيد بن ماجد، مدير إدارة الفكر والإرشاد، خطباء وأئمة المساجد إلى توعية المجتمع، بمفهوم الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا أنهم يحملون على عاتقهم أمانة توجيه المجتمع وتوعيته.
تكمُن أهمية هذه الندوة في أنها تؤكد على أنه لا مجال لأفكار الإرهاب التي تستهدف خلق بيئة خصبة لتواجد العناصر الإرهابية في المحافظة، وهو أمر اعتاد عليه مليشيات الإخوان في أي منطقة تسيطر عليها أو تجد فيها مساحة حركة لترويج أفكارها، كما أنها تثبت أن الانتقالي لديه رؤية شاملة لإدارة الأرخبيل ويسير في اتجاهات مختلفة لتحصين المواطنين من أي محاولة تستهدف اختراقهم سواء كان ذلك بشكل مباشر عبر التصعيد العسكري أو من خلال توظيف الأفكار المتشددة لاختراق عقول المواطنين.
يواجه الانتقالي أفكار الشرعية الإرهابية بدعم الهوية الجنوبية وترسخيها في عقول المواطنين، وهي إستراتيجية يطبقها أيضاً في أرخبيل سقطرى من خلال الندوات التي تنظمها الإدارة القانونية للهيئة التنفيذية للانتقالي في الأرخبيل.
ونظم الانتقالي، أمس الأحد، ندوة بعنوان (نشر وتطوير الثقافة القانونية والحق القانوني لشعب الجنوب)، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والحقوقيين والمحامين والمثقفين وتطرقت إلى سبل نشر وتطوير الثقافة القانونية بين الأوساط المجتمعية في الجنوب.
تساهم دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً عبر مؤسساتها الإنسانية في تنظيم عدد من المهرجانات الثقافية التي تدعم الهوية الجنوبية، ونظمت قبل أيام فعاليات مهرجان "الشيخ زايد" للمورث الشعبي السقطري في منطقة نوجد وتضمن فقرات متنوعة تُبرز العادات والتقاليد بموروثها الشعبي، الذي تتميز به المحافظة، إلى جانب مجموعة من معارض للمنتجات التراثية التي تحكي تاريخ سقطرى في الحرف والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية.